Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 24, Ayat: 46-47)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ لقد أنزلنا آيات مبيِّناتٍ } لما يليق بالحكمة بيانه { والله يَهْدى } بالتوفيق { مَن يشاء } هدايته به { الى صراط مستقيم } يوصل الى المقصود وهو الجنة ، ومن خالفه كفر ، ولو قال بلسانه : لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كما روى أن بشراً المنافق خاصمه يهودى الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وخاصمه بشر الى كعب بن الأشرف ، ثم وافقه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فحكم لليهودى فحاكمه بشر الى عمر ، فقال اليهودى : قد حكم لى النبى صلى الله عليه وسلم ، ولم يرض ، فقال لبشر : أكذلك ، فقال : نعم ، فقال : مكانكما ، فدخل بيته فخرج بسيفه ، فقتل به بشرا ، وقال هكذا أقضى لمن لم يرض بقضاء الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ، ونزل جبريل عليه السلام فقال أن عمر فرق بين الحق والباطل ولقب لذلك بالفاروق فنزل فى ذلك قوله تعالى : { ويقولون } أى المنافقون { آمنَّا بالله وبالرسول } الى قوله : { أولئك هم المفلحون } [ النور : 51 ] ولا مانع من أن يقال : إلى { الفائزون } [ التوبة : 20 ] وقيل : نزلت فى المغيرة ابن وائل ، أقسم أرضا هو وعلى ، فكان لعلى ما لا يصيبه الماء إلا بمشقة ، فقال لعلى : بع لى سهمك ، فاشتراه فندم لقلة ما يناله من الماء ، ولأنها سبخة ، وقال له : خذ أرضك ، فان الماء لا ينالها ، فقال له علي : قد علمت حالها ، واشتريتها ، فخاصمه على الى النبى صلى الله عليه وسلم ، فقال : لا إن محمداً يبغضنى ، فأخاف أن يحيف على فنزلت الآية فى ذلك . فنقول : وقعت القصتان جميعا ، فنزلت بعدهما ، وإذا اتحد الفاعل فنزل القرآن بالجمع كهذه الآية ، فلعموم الحكم ، ولو خص السبب ، أو لأن مع الفاعل من ساعده على فعله ، وإذا فعل الفاعل فعله ، ونزل القرآن بصيغة التكرار فلأن من شأن ذلك الفاعل أن يكرره ، ولو لم يكرره لأنه أصر أو يحمل المضارع على طريق حكاية الحال الماضية لتكون كالأمر المشاهد ، لا على التكرير . { وأطَعْنا } أى الله والرسول فى الأمر والنهى { ثم } لتراخى الرتبة { يتولى } يعرض عن الاطاعة المدعاة ، أو عن مضمون قول آمنا بالله وبالرسول والطاعة { فريقٌ منهم من بعْد ذلك } المذكور من القول ، والادعاء ، وإشارة البعد الى القريب إعظام له فى التحريم ، وكذا قوله : { وما أولئك } المنافقون القائلون آمنا بالله وبالرسول ، الذين منهم الفريق المتولى { بالمؤمنين } المعهودين بالاخلاص والثبات ، ويجوز عود ولو يقولون للمؤمنين ، فيكون أولئك للفريق المتولى ، فيكون ثم للاستبعاد ، كأنه قيل كيف يدخلون فى زمرة المؤمنين الموفين مع نقضهم .