Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 25, Ayat: 43-43)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أرأيت } يا محمد ببصرك ، أو ذكرت بقلبك { مَنْ } موصولة مفعول لرأيت { اتخذ إلٰهه هَواهُ } تعجيب له صلى الله عليه وسلم ، من اعتبار الألوهية بميل الهوى ، وإذا أمكن جهل المتقدم مبتدأ بلا ضعف معنى ، ولا صناعة فهو مبتدأ ، والهوى بالمعنى المصدرى ، أو بمعنى المهوى ، كان الحارث بن قيس كلما هوى حجراً عبده ، قال ابن عباس : كان الرجل يعبد الحجر الأبيض زمانا ، وإذا رأى أحسن منه عبده وترك الأول ، فنزل : { أرأيت من اتخذ } إلخ وأقول لا يترك عموم اللفظ لخصوص السبب ، فالآية أعم من ذلك ، كما قال ابن عباس فى الآية : كلما هوى شيئاً فعله لا يحجزه ورع ولا تقوى ، فمن فعل كبيرة من أهل التوحيد ، فقد جعل إلهه هواه ، إذ تبع ما هواه ، وخالف الله عز وجل . أخرج عبد بن حميد أنه قيل للحسن البصرى أفى أهل القبلة شرك ؟ فقال : نعم المنافق مشرك ، أى فى المعنى أن المشرك يسجد للشمس والقمر ، أى مثلا والمنافق أى فاعل الكبيرة عبد هواه ، ثم تلا الحسن هذه الآية ، فترى فاعل الكبيرة منافقاً مع أنه لم يضمر الشرك ، كما يسمى مضمره منافقاً قال بعض المحققين من قومنا ما ذكره الحسن هو ما ذكره غير واحد من الأجلة . وأخرج الطبرى أبو نعيم عن أبى أمامة عنه صلى الله عليه وسلم : " ما تحت ظل السماء من إله يٌعبد من دون الله تعالى أعظم عند الله عز وجل من هوى يتبع " والمشرك داخل فى الاية أولا ، وذلك كما جاء أن الرئاء شرك { أفأنت تكون عليه وكيلاً } أتشاهد غلوه فى الهوى ، فأنت تكون وكيلا عليه تقهره على الاسلام .