Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 27, Ayat: 10-10)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وألق عَصَاك } عطف على أن بورك ، أى وبلفظ ألق عصاك ، كما قال : { وأن ألق عصاك } [ القصص : 31 ] بعد قوله عز وجل : { أن يا موسى إنى أنا الله } [ القصص : 30 ] ولا يعارض ذلك بتجديد النداء ، لأنا علقنا يا موسى بقوله : { وسبحان الله } وإن علقناه بما بعده ، فلا بأس بجملة معترضة ، وجاز العطف على بورك بلا تأويل لفظ إذا جعل دعاء من غير الله ، والله لا يدعو ، واذا جعل أخباراً أيضاً لأن سيبويه أجاز عطف الطلب على الخبر والعكس ، والتخالف بالاسمية والفعلية ، لأنه أجاز : جاء زيد ومن عمر وبالعطف ، فيجوز عطف ألق على { إنه أنا الله العزيز الحكيم } [ النمل : 9 ] وقدر بعض القول معطوفاً على بورك ، أى وقيل له ألق . { فلمَّا رآها تَهْتزّ } أى فألقاها فانقلبت حية تهتز ، فلما رآها تهتز { كأنَّها جانٌ } حية صغيرة خفيفة سريعة التحرك والتنقل ، مع عظم جرم العصا ، كما قال : { ثعبان مبين } [ الأعراف : 107 ، الشعراء : 32 ] أو هى فى حال تحركها تتحرك بخفة تارة ، وبثقل أخرى ، فى مقام واحد { وَلَّى مُدبراً } منهزماً خائفاً { ولم يُعقِّب } لم يرجع الى عقبه أى خلفه { يا مُوسى } قلنا : يا موسى { لا تخف } من تلك الحية { إنِّى لا يخاف لَدىَّ المرْسَلُون } ما لم أخوفهم ، وإذا أخفتهم خافوا ، وإنما أخاف الله تعالى موسى لقتله القبطى ، والخوف الذى هو شرط فى الايمان لا يفارق الأنبياء ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : " أنا أخشاكم لله تعالى " ومعنى الآية أنى لست أخوفك بها ، ولا أضرك بها ، فان شأنى مع رسلى لا أخوفهم ، ولا أضرهم ، أو لا تخف غيرى حية او غيرها ثقة ، أو أترك الخوف مطلقاً باستعمال الخوف بدون اعتبار مخوف منه . وقيد بلدىّ أى فى حضرة القرب منى ، وذلك حين الوحى ، وأما فى سائر الأحوال ، فالمرسلون أشد الناس خوفاً من حصول التقصير وسوء العاقبة ولو عصموا ، لأنهم ينسون العصمة وتتغلب عليهم المخافة والاجلال ، ويخافون شر ما لم يظهره الله لهم ، وكذلك المبشرون من الصحابة ، ولا عصمة كعصمة الملائكة ، وهم يخافون ، لما مكر بابليس بكى جبريل وميكائيل عليهما السلام ، فقال الله عز وجل : " ما يبكيكما ؟ " فقالا : يا رب ما نأمن من مكرك ، فقال الله تعالى : " هكذا كونا لا تأمنا مكرى " .