Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 107-107)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ } وهم المؤمنون { فَفِى رَحْمةِ اللهِ } بما كسبوا ، كما فى كثير من الآيات ، كقوله تعالى : { ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون } [ النحل : 32 ] وبفضل الله تعالى إذ أورثهم ما تستوجبه أعمالهم ، وبجعله أعمالهم وأقوالهم واعتقادهم ثمنا لها ولدرجاتها ، وجعل ذلك ثواب فضل من الله ، فلا حاجة إلى جعل الباء فى قوله بما كنتم تعملون بغير سببية وعد ، إلى جعل دخولها بمقتضى الوعد ، وإلى دعوى أن عدم ذكر السبب لذلك ، أى فثابتون فى رحمة الله ، أخبر أولا بالدخول وأخبر ثانيا بالخلود ، إذ قال { هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } بدأ بالابيضاض وختم بخلود الجنة لاستحسان الطبع أن يبدأ بما يسر مع ختمه بما يسر ، وعبر بالرحمة عن الجنة لأنها محل الرحمة ، والظرفية حقيقة ، أو عن الثواب فتكون مجازا ، وفى ذلك إشارة إلى أن دخولها برحمة الله ، لا يستقل بها عمل مؤمن ولو عاش ما عاش فى محض طاعة لا تشوبها معصية ، وفى الحديث : " لن يُدخل أحدَكم الجنة عملُه ، فقيل : حتى أنت يا رسول الله ، قال : حتى أنا إلا أن يتغمدنى الله برحمته " .