Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 42-42)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَإذْ قَالَتِ المَلاَئِكَةُ } عطف إذ على إذ ، أويقدر اذكر إذ ، والملائكة جبريل على حد ما مر ، أو جماعته النازلة معه ، وقد قيل ، إنه لا ينزل إلا ومعه جماعة { يَامرْيَمُ } نوديت باسمها تأنيساً لها ، وتوطئة لتبشيرها بكلمة الله تنزيها لها عن قذف اليهود ، لعنهم الله { إنَّ اللهَ اصْطَفَاكِ } بقبوله من أمك إياك وقبول تحريرك ، ولم يسبق ذلك لامرأة فى خدمة البيت ، وبتربيتك فى حجر زكرياء النبى ويرزقه إياك من الجنة ، وبسماع كلام الملائكة مشافهة ، وقيل ، المعنى كلموها بإلهام وهو دعوى بلا دليل { وَطَهَّرَكِ } من مس الرجال حلالا وحراما بالوطء ، ومن الحيض ، ودم النفاس ومن الذنوب والأخلاق الردية ، وقيل حاضت قبل حمل عيسى مرتين { وَاصْطَفَاكِ } بأن وهب لك عيسى من غير أب ، وجعلك أية للعالمين ، وجعل ابنك آية ، وإنطاقه فى المهد ببراءتك ، وبآيات ، كإبراء الأكمه ، وهذا الاصطفاء غير الأول ، وقيل ، تأكيد للأول ، ذكر فيه من فضلت هى عيه { عَلَى نِسَآءِ العَالَمِينَ } أى علامى زمانك ، وإلا ففاطمة أفضل منها ، وكذا خديجة ، واختار بعض أن مريم أفضل النساء على الإطلاق ، وقال ابن عباس عنه صلى الله عليه وسلم ، " سيدة نساء أهل الجنة مريم ثم آسية " ، رواه ابن عساكر قالت فاطمة ، قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، " أنت سيدة نساء أهل الجنة إلا مريم البتول " رواه ابن جرير ، قال ابن عباس ، قال صلى الله عليه وسلم : " أربعة نسوة سادات نساء عالمهن مريم وآسية بنت مزاحم ، وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم ، وأفضلهن عالماً فاطمة " ، رواه ابن عساكر ، وقال صلى الله عليه وسلم : " مريم خير نساء عالمها " ، رواه الحارث ابن أسامة مرسلا ، قال عمار بن سعد قال صلى الله عليه وسلم " فضلت خديجة على نساء أمتى كما فضلت مريم على نساء العالمين " ، رواه ابن جرير ، " ولما تزوجت عائشة برسول الله صلى الله عليه وسلم ودكر خديجة قالت : قد رزقك الله خيراً منها ، فقال ، لا والله ما رزقنى لله خيرا منها ، آمنت بى حين كذبنى الناس ، وأعطتنى مالها حين حرمنى الناس " ، وهكذا ، كما روى أن خديجة أقرأها جبريل السلام من ربها ، وعائشة أقرأها النبي صلى الله عليه وسلم من جبريل .