Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 31, Ayat: 18-18)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ولا تُصعِّر خدك للنَّاس } لا تمله للناس مواجهة به لهم تكبرا عن ان تواجههم بوجهك ، وقيل اللام للتعليل ، وقيل لا تمله للذل والحياء من الناس ، والصحيح الاول لانه موافق لما بعده فى الزجر عن التكبر ، ومن العجيب ، تفسير الآية باعراضك عن رجل بينك وبينه محبة اذا لقيك ، وكأن قائله اراد النهى عن القطع بعد الوصل ، وتفسيرها بان يسلم عليك احد فتلوى وجهك تكبرا ، وفسرها بعض باحتقار الفقراء والعموم هو الحق { ولا تَمْش في الأرض مَرحاً } فرحا معجبا بحالك انت من اهل الارض ، فمالك والمشى مرحا لو حل المرح لمشاه اهل السماوات ، والارض خلقت للعبادة ، ومرحا حال اى ذا مرح او مرحا بكسر الراء قيل ، او مبالغة وفيه ان يقال كأنه اجاز له ما دون المبالغة فى المرح ، وهو لا يجوز ، ويجاب بانه اراد السلب الكلى ، او يباح القليل الذى لا يخلو منه الانسان ، او مفعول مطلق لتمرح محذوفا حالا ، او لتمش مضمنا تمرح ، او مفعول من اجله ، وذلك ان الانسان تارة يمشى ويخطر له المرح ، وتارة يستأنف المشى ليمرح ، وما تقدم أولى لعموم التارتين ويدل الحال قراءة بعض بكسر الراء . { إنَّ الله لا يُحِب كلَ مُختالٍ فَخُور } تعليل لما قبله ، والاختيال التبخر فى المشىكبرا ، ومنه سميت الخيل لاختيالها فى مشيها طبعا ، او توهم الناس انها تختال ، وقد قيل : لا يركب انسان الفرس الا وجد فى نفسه نخوة ، وقد قيل : الاختيال التكبر الناشئ عن تخيل فضيلة تراءت للانسان من نفسه ، والفخر والمباهاة بالاشياء الخارجة عن الانسان ، كالمال والجاه والاولاد والنسب ، وغير الخارجة كالجمال والفصاحة ، وقد يعد منها النسب ، ومن عد ماله او نحوه على جهة الشكر ، فليس فخوراً الا ان عنى العلو على غيره ففخر ، ولو ادعى الشكر ، وقد ابطل ما توهمه شكرا ، ومن عد ذلك ولم يقصد علوا ولا شكرا ، فليس مفتخرا ، والنفى هنا لعموم السلب لا لسلب العموم ، فانه لا يحب بعضا ولا كلا ، وكذا فى فخور الذى هو صفة مبالغة ، فانه لا يحب المبالغ فى الفخر ، ولا المفاخر الذى لم يبالغ فيه . اللهم الا ان يتسامح فى قليل الفخر الذى يخلو منه الانسان ، وما كان من الفخر او المرح لوجه الله ، احبه الله عز وجل كالمرح فى صف الجهاد ، وكالافتخار بالمال على عدو الدين ، والاختيال يناسب الكبر والعجب ، والفخر يناسب المشى مرحاً على اللف والنشر المرتب ، وان قابلنا الماشى مرحا بالمختال والمصاعر بالفخور كانا لفا ونشراً معكوسا ، وقيل الفخور مقبل للمصاعر ، والمختار للماشى وآخر للفاصلة .