Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 32, Ayat: 4-4)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ الله الَّذي خَلَق السَّماوات والأرض في ستة أيام } لحكمته { ثم اسْتَوى عَلىَ العَرش } بالخلق ، ولو شاء لخلقهن فى اقل من لحظة ، فهل معبوداتكم تخلق ذرة { ما لَكُم مِن دُونه من ولي ولا شفيع } مالكم قريب بالنسب ، او المصاحبة يليكم بالدفع عنكم ، ولا ذو جاه يرق عليكم فيشفع لكم ، ومن دونه حال من الكاف ، أى من دون رضا الله وجل ، وان جعلناه حالا من المستتر فى لكم ، وجعلنا ولى مبتدأ او حالا من ولى ، وولى فاعل لكم ، فالمعنى ما لكم شفيع الا الله ، فيلزم وصف الله بالشفاعة ، لانها من الادنى الى الاعلى ، كما استشفع اعرابى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالله اليه فنهاه ، فيحتاج الى ان نقول : وجه المنع بقاءه بظاهره ، وهنا تأوله بناصر فيجوز ، ويجوز ان يكون للمشاكلة ، لان المشركين ينسبون الشفاعة لآلهتهم كذا قيل . قلت : ما فيه اشكال لا يجوز حمل القرآن عليه بالتأويل ، مع انه غير محتاج اليه ، وانما نقبل اشكالا ظاهرا فى لفظ القرآن فتأوله ، وهنا وجه آخر لا يلزم عليه وصف الله بالشفاعة ، وهو ان من دونه جار على الواقع ، فانه لا شفيع الا وهو غير الله تعالى ، لانه لا يوصف بالشفاعة ، نقول : مالك فرس غير اشهب ، مع انه لا فرس لمخاطبك البتة . { أفلا تتذكَّرون } إن قلنا الهمزة مما بعد الفاء لتمام صدارتها ، فلا تقدير والا قدرنا معطوفا عليه ، الا تسمعون المواعظ البتة ، فلا تتذكرون ، او أتسعونها فلا تتذكرون بها .