Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 33, Ayat: 43-43)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ هُو الَّذي يُصلِّي عَليْكم وملائكته } عطف على الضمير فى يصلى ، فيكون عبر بلفظ واحد عن معنين مختلفين ، لان صلاة الله غير صلاة الملائكة قال ابن عباس : هى الرحمة ، وصلاة الملائكة الاستغفار ، وصلاة الجن والانس الدعاء ، وقيل : صلاة الله على العبد اشاعة الذكر له فى عباده ، والثناء عليه ، فاما ان نحمل الكلمة على استعمالها فى معنييها ، كما اجاز بعض مجازين او حقيقين ، او احدهما حقيق ، والاخر مجاز ، او على عموم المجاز ، او يقدر وملائكته يصلون عليكم ، وعموم المجاز ان يقصد المعنى الموجود فى المشبه والمشبه به مثلا معا كالنفع او الصلاح الموجود فى صلاة الله ، وصلاة الملائكة ، وصلاة الثقلين ، والصلاة حقيقة فى الرحمة والاستغفار ، مجاز فى الدعاء ، والذى لى ان الاستغفار دعاء ، والمجاز استعارة لجامع ارادة الخير بين الدعاء والاعتناء ، او مجاز مرسل ، لان الاعتناء سبب الدعاء ، واستغفار الملائكة ترحم . { ليُخْرجكُم } بصلاته وصلاة الملائكة ، وان قدر وملائكته يصلون قدر له قاله هكذا : وملائكته يصلون ليخرجكم بصلاتهم { من الظُّلمات } مضرة المعاصى الشبيهة بالظلمات { إلى النور } الى منافع الطاعة الشبيهة بالنور ، او من الظلمات بمعنى من الجهل بالله ودينه الى المعرفة ، او من الضلالة الى الهدى ، او من الكفر الى الايمان ، وقيل : من استحقاق النار الى استحقاق الجنة ، والحمل صلى اسبابهما اولى ، ولما نزل هو الذى يصلى عليكم وملائكته وقوله تعالى : { إن الله وملائكته يصلون على النبي } [ الأحزاب : 56 ] قال ابو بكر : ما خصك الله تعالى بشرف الا اشركنا فيه . { وكان بالمؤمنين رحيماً } عموما فيدخل المخاطبون بالاولى فشمل من حضر الوحى ومن جاء بعد ذلك ، وكان بكم ، فوضح الظاهر ليصرح بموجب الرحمة وهو الايمان الذى هو سبب الرحمة لغيرهم ايضاً .