Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 33, Ayat: 44-44)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ تحيَّتُهم } شروع فى الاحكام الآجلة بعد العاجلة ، والمعنى التحية التى يحييهم الله بها ، ومؤمن اضافة المصدر الى المفعول ، وذلك من حياك الله ، جعل لك حياة زائدة او مستقبلة { يَوم يلْقَونه } بالموت { سَلامٌ } قال ابن مسعود : اذا جاء ملك الموت لقبض روح المؤمن ، قال له : ربك يقرؤك السلام ، ومثله عن البراء بن عازب ، او المراد يوم يلقونه بالبعث اذا خرجوا من القبور ، تسلم عليهم الملائكة ، وتبشرهم بالجنة ، او بدخول الجنة ، كما قال الله تبارك وتعالى { والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم } [ الرعد : 23 - 24 ] ويقول الله تعالى اذا دخلوها : " السلام عليكم مرحباً بعبادى المؤمنين الذين ارضونى فى دار الدنيا ، باتباع امرى " وروى : " سلام عليكم عبادى انا عنكم راض فهل انتم عنى راضون ؟ " فيقولون جميعاً : " يا ربنا انا راضون كل الرضا " والهاء لله فى قول ابن مسعود وغيره ، وسميت تلك المواطن ملاقاة لله تعالى ، لانه حضر منه تعالى فيها ما لم يكن من قبل . وعبارة بعض ملاقاتهم اياه : الاقبال عليه بالكلية ، والله هو المسلم عليهم فى بعض تلك الاوجه ، وفى بعضها الملائكة ، وقيل يسلم بعض المؤمنين على بعض اذا دخلوا الجنة ، فاضافة تحية اضافة الى الفاعل ، اما على أن كل واحد يسلم على غيره ، ويسلم عليه غيره ، فذكر كونه مسلما على غيره ، ولم يذكر كونه سلم عليه غيره ، واما ان بعضا يسلم على بعض ، وهذا البعض لا يسلم ، بل يرد السلام ، وذكر هذا الذى يسلم على غيره ، والواضح كما يتبادر ان الله هو المسلم عليهم اذا دخلوا الجنة تكريما لهم وتشريفاً . { وأعَّد لَهُم أجَراً كَريماً } فى قضائه ، او فى اللوح المحفوظ ، او عند خلق الجنة ، والاجر الكريم هو ما لهم فيها ، ويقال بعد دخولها وبعد التحية .