Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 34, Ayat: 46-46)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قُل } يا محمد لهم { إنَّما إعِظُكم بواحِدةٍ } ما أعظكم إلا بعظة واحدة ، أو خصلة واحدة { أن تقُومّوا } بدل فى التأويل من واحدة ، أو خبر لمحذوف ، أى هى أن تقوموا ، قيل : أو مفعول لأعنى ، وهو مما لا يحسن أن يقال فى حق الله ، وجملة هى أن تقومُوا فى الاحتمال الثانى نعت واحدة ، وقيل : عطف بيان ، ولو تخالف المعطوف عليه والمعطوف تنكيرا وتعريفا ، فان الفعل وحرف المصدر معرفة اذا كان المسند اليه معرفة وهو الواو هنا ، أى قيامكم ، والمراد بقيامهم الجد والاجتهاد ، كما قال ابن جريج فى التفكر لا فى العبادة كما قيل ، لأنهم ليسوا من أهلها ولا بصددها ، وأيضا المقام للتفكر . وأما قوله : { لله } فلا نسلم أنه بمعنى لعبادة الله ، بل معناه فى شأن دين الله الذى أدعيه هل صح ، وقيل : المراد قيامهم عن مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم { مَثْنى } اثنين اثنين { وفُرادى } فرداً فرداً ، لأن الكثرة بينهما فى الأغلب إذا كانا يدا واحدة على الغير ، وقد شاع أن الفتح بين الاثنين ، وقدمهما على فرادى لأن رأيهما أقرب الى الاطمئنان من الواحد لتعاضدهما ، والواحد اذا قصد الانصاف أدرك الحق ، وقد قال غير واحد من قريش : إنا لم نجرب منه كذبا ، ولا كلامه كلام شاعر ، وانه أرجح عقلا ، وما يقول إلا حقا ، ثم ان بعضا ينسبه الى الشعر مجازفة وتخليطا ، وبعض ينسبه اليه من حيث ان للشاعر حذقة فى الكلام . { ثم تَتَفكَّروا } فى شأنى فتعلموا حقيقته وقوله : { ما بصاحِبكم مِن جنَّة إن هُو إلا نذيرٌ لكُم بَيْن يَدي عذابٌ شَديدٌ } مستأنف كلام الله عز وجل ونصرة منه تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم ، بما لا يخفى إلا على مجنون مطبق ، وهو أنه عاقل ، جاء بما جاء من الله عز وجل ، وما نافيه ، ويجوز أن تكون الجملة مفعول للتفكر معلقا هو عنها بالاستفهام ، على أن ما استفهامية ، لأن التفكر من أفعال القلوب ، والاستفهام انكارى ، ويجوز أن تكون ما نافية معلقة للتفكر . ويجوز تقدير أن تتفكروا فتعلموا أنه ليس فيه جنون ، ويجوز أن تكون مفعولا لتعلموا المقدر ، أى لتعرفوا الجنون الذى هو فيه ، وذلك تهكم بهم ، يجوز أن تكون من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعليه فمقتضى الظاهر ما بى من جنة إن أنا إلا نذير . وعلى كل وجه عبَّر بصاحب لأنه يظهر من الصاحب للمخالطة ما لا يظهر من غيره ، فان من لم يصاحب يخفى حاله ، والمراد بقوله عز وجل : { بين يدي عذاب شديد } قرب الساعة كقرب ما بين يديك اليك ، كما قال صلى الله عليه وسلم : " بعثت أنا والساعة كهاتين " مشيرا الى السبابة والوسطى مضمومتين ، وقال صلى الله عليه وسلم : " بعثت في نسم الساعة " والباء بمعنى فى ومن للبيان على استفهامية ما وموصوليتها ، وصلة على أنها حرف نفى .