Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 36, Ayat: 8-8)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إنَّا جَعَلنا في أعْناقهم } جمع عنق بضم العين والنون ، أو بضمها وإسكان النون ، أو بضمها وفتح النون ، جمع قلة للكثرة لا جمع عنيق { أغلالا } عظيمة هائلة جمع غل بالضم للقلة أريد به الكثرة ، وهو ما تجمع به اليد أو اليدان الى العنق تضييقا وتعذيبا ، ولذلك يسمى جامعة ، وقد يطلق الغل على ما يربط به اليدان وحدهما ، أو اليد وحدها ، أو العنق وحدها ، أو غير ذلك من الأعضاء ، أو متعدد ، وصح المعنى بلا تأويل بالقلب ، بأن الأصل أعناقهم فى أغلال ، لأن المعنى فى أعناقهم مع اليدين ، أو اليد للتعذيب . { فَهِي } أى الأغلال ، والفاء للتفريع أى أغلالا عظيمة حتى أنها بلغت الأذقان ، أو لمجرد التعقيب ، على أن التنوين والتنكير فى أغلال ليس للتعظيم { إلى الأذقان } المعهودة ، إذ لا بد لهم من الأذقان ، أو أل نائب عن المضاف اليه ، أى الى أذقانهم متعلق بمحذوف جوازا ، لأنه كون خاص ، أى منتهية الى الأذقان ، ولم ينتقل اليه ضمير منتهية ، لأنه ينتقل من الكون العام ، والجمع للقلة مراد به الكثرة ، والمفرد ذقن بفتح الذال والقاف وهو مجتمع أسف اللحيين { فَهُم } بسبب انتهائها الى الأذقان بتضييق { مُقْمَحون } مرفوعة وجوههم الى فوق بربط عمود تحت اللحيين ، وليس غض البصر شرطا فيه ، وقيل هى عائد الى الأيدى المعلومة من ذكر الأعناق والأغلال معا كما دل ذكر الخير على الشر فى قوله : @ وما أدرى إذا يممت أرضاً أريد الخير أيهما يلينى @@ أى أى واحد من الخير والشر ، وصرخ بهما فى عقبة فى قوله : @ الخير الذى أنا ابتغيه أم الشر الذى لا يأتينى @@ فإقماح وجوههم للتضييق على الأذقان بالأيدى ، والفاء سببية ، وذلك كله ظاهر إلا أن فيه إلغاء الظاهر ، وإرجاع الضمير الى غير الظاهر .