Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 96-96)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ دََرَجَاتٍ مِّنْهُ } هن الدرجة الأولى ، سماهن أولا درجة ، لأن الكل مرتبة ، كما أن أبعاضه مراتب ، وفصلهن ثانية جمعاً كقوله تعالى : { فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئاً جنات عدن } [ مريم : 60 ، 61 ] ، إذا جعلنا الجنة علماً لدار المتقين ، ولم نجعل أل فيه للجنس ، أو الدرجة الغنيمة والظفر والذكر الجميل ، أو ارتفاع منزلتهم عند الله ، والدرجات ما لهم فى الجنة ، أو القاعدون الأولون أولو الضرر ، فضل المجاهدون عليهم بدرجة ، وعلى من أذن له فى التخلف بدرجات ، أو المجاهدون ثانياً من استغرق فى أحوال الجهاد ، جهاد العدو والنفس ، وعمل القلب وسائر الطاعات ، والإعراض عن غير الله ، قال صلى الله عليه وسلم : " رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر ، جهاد النفس " ، وعن أبى هريرة عنه صلى الله عليه وسلم : " فى الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين فى سبيل الله ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض " ، ويقال فضلوا على القاعدين بسبعين درجة بين الدرجتين ، عدْو الفرس الجواد المضمَّر ستين خريفاً ، ويقال للإسلام درجة ، وللهجرة درجة ، وللجهاد درجة ، وللقتل فيه درجة ، ويقال سبع درجات مذكورة فى قوله : { ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ } [ التوبة : 120 ] الخ ، فالدرجات سبع ، أو سبعون ، أو سبعمائة ، ما بين الدرجتين ما بين السماء والأرض ، وهو بدل أجراً ، أو مفعول مطلق ، أو بدل اشتمال ، إن لم نجعل أجراً كذلك { وَمَغْفِرَةً } لما فرط منهم فى شأن الجهاد وغيره { وَرَحْمَةً } عطف على درجات إن جعل بدلا ، أو مفعول مطلق ، أى وغفر لهم مغفرة ، ورحمهم رحمة { وَكَانَ اللهُ غَفُوراً رَّحِيماً } بما وعد لهم ، وكان ابن أم مكتوم رضى الله عنه بعد نزول ذلك يغزو ويقول : أعطونى اللواء فإنى لا أفر .