Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 41, Ayat: 6-7)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قُلَّ إنَّما أنا بشَرٌ مِثْلُكم } لا ملك ولا جنى يمنعكم التلقى منى ، فما هذا الحجاب الذى تدعون بيننا ، لا مغايرة بيننا بالجنسية تقتضى تغاير الأديان ، وهذا جواب لقولهم : { قلوبنا في أكنة } [ فصلت : 5 ] أى لست بملك ، بل بشر مثلكم أوحى الى دونكم ، وصحت نبوَّتى فوجب اتباعى فيما أوحى إلىَّ من أن الهكم واحد ، ولا يصح ما قيل : إنى بشر مثلكم لا أقدر أن أخرج قلوبكم عن الأكنة ، وأرفع الحجاب والوقر ، لأن ذلك تكلف فى التفسير لا دليل عليه ، ولا تبادر ، ولو كان المعنى صحيحاً ، وكذلك لا يفسر بأن البشرية التى تنفون بها رسالتى هى التى تثبت الرسالة ، اذ لا يرسل ملك ولا جنى ، ولو صح المعنى . { يُوحَى إلي َّ أنَّما إلهكُم إلهٌ واحدٌ } يوحى الى الصحيح أن إنما المفتوحة تفيد الحصر كالمكسورة ، حصر الوحدانية لله عز وجل ، وهو أمر معقول ظاهر الدلائل ، يدخل الأسماع ، فكيف تقولون ، قلوبنا فى أكنة مما تدعوننا اليه ، وفى آذاننا وقر { فاسْتَقيمُوا إليْه } توجهوا إليه بالتوحيد واخلاص العبادة { واسْتَغْفروه } من شرككم وسائر ذنوبكم { وويْلٌ للمُشْرِكين * الَّذين لا يؤتُون الزكاة } انكار لها أن تكون من الله تعالى وشحا وعدم الشفقة على المساكين ، ولم يذكر المساكين ، لأن المقام لذكر شحهم وانكارهم ، لا من يعطونه ، وقد فرض فى مكة شىء يعطى يسمى زكاة ، ثم نسخ بالزكاة المفروضة فى المدينة ، والمال شقيق الروح ، فمن لم يؤمن بالله لا تسمح نفسه بزكاته ، ومن أعطاها لله تعالى تبين أنه صحيح الايمان ، وما ارتدت بنو حنيفة الا للزكاة ، وذلك يدل على خطاب المشركين بالفروع كالأصول ، اذ رتب الويل على ترك الزكاة ، كما رتبه على الشرك ، وحمل ابن عباس ومجاهد على المعنى اللغوى ، أى لا يؤتون أنفسهم أو النبى صلى الله عليه وسلم الطهارة بالايمان والعمل ، وعبارة بعض لا يزكون أعمالهم ، اى لا يوحدون ويعملون الصالحات . { وهُم بالآخِرة } بالدار الآخرة قدم للفاصلة ، ولطريق قصدهم بالذم { هُم } ضمير فصل فيما قيل ، ولو كان الخبر نكرة ، والأولى أن يكون تأكيدا لفظيا { كافرون } لا يرجون ثوابا ولا عقابا لعدم البعث عندهم .