Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 41, Ayat: 8-9)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إنَّ الذينَ آمنُوا وعَمِلوا الصالحات لهُم أجْرٌ غَير مَمْنونٍ } غير مقطوع ، أو لا يمن به عليهم ، وقيل غير محسوب ، وقيل غير منقوص والقولان تفسير بحاصل المعنى ، وعلى كل حال يكون ذلك تعريضا بالمشركين ، بأنه لا خير لهم ، لأنهم لا يؤتون الزكاة ومقابلة لقوله { وويل للمشركين } [ فصلت : 6 ] وكأنه قيل : وطوبى للمؤمنين ، وقيل المراد أنه لا يقطع عملهم أذ تركوه أو بعضه لهرم أو مرض أو مانع حتى يقال يكتب للحائض أنها صامت وصلت وفعلت ما لا تفعله الحائض ، أذ صحت نيتها وقصدها ، ومثلها النفساء ، مثل أن تعزم على عبادة فيمنعها الحيض أو النفاس ، أو تشتد رغبتها ونيتها أنه لولا الحيض والنفاس لوصلت العبادة ، ولم تقطعها ، بل يكتب لهم فى حال تركه ما داموا أحياء ، وكذا الحائض والنفساء . وفى البخارى ، عن أبى موسى الأشعرى : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم غير مرة ، وغير مرتين يقول : " إذا كان العبد يعمل عملا صالحا فشغله عنه مرض أو سفر كتب الله تعالى له كصالح ، ما كان يعمل وهو صحيح مقيم " وروى : " اذا مرض أو هرم أو عجز لحادث ، كتب الله تعالى له كصالح ما كان يعمل ، وقال للملائكة : اكتبوه له فأنا قيدته " . { قُل أئِنكم لتكْفُرون بالَّذي خَلق الأرضَ في يَوْمين } جرى قضاؤه أن يخلقها فى مقدار يومين ، فأخبر بما جرى به قضاؤه ، وخلقها فى يومين ، وذلك لحكمة يعلمها ، وفى ذلك اشارة الى استحباب التأنى فى الأمور ، ولو شاء لخلق الأرضين والسماوات ، والعرش والكرسى والملائكة والثقلين ، والحيوانات والبحور ، وغير ذلك ، فى أقل من لحظة ، وزعم بعض أنه خلق أصلها ومادتها فى يوم ، وصورها فى يوم ، يوم الأحد ويوم الاثنين { وَتَجْعَلُون لَه أنْداداً } آلهة تنازعه وتشاركه فى زعمكم من الملائكة والجن وغيرها ، وجمع الند ، لأنه الواقع لا لكونهم لا يؤخذون على الند ، والندين ، فانهم يؤخذون على الواحد وغيره { ذَلك } العالى الشأن لصفاته وأفعاله ، وأفرد الكاف لأنها لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو لكل أحد على سبيل البدلية لا لمخصوصين { ربُّ العالمين } كلهم الأرض وغيرها من الأجسام والأعراض ، فكيف يجعل مملوكه ندا له .