Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 43, Ayat: 5-6)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أفَنضْرب عنْكُم الذِّكر } نبعده عنكم ، كما يضرب البعير المريد للشرب من حوض لغير صاحبه ليذهب على الاستعارة التمثيلية ، والذكر القرآن ، أو الذكر بخير لا تذرون به ، وحيث يذكر اصحابه ، وعلى الأل يقدر مضاف ، أى انزال الذكر فننزله على غيركم ، والمضروب ما هو الأفضل فى الوجهين بخلاف ضرب البعير عن الحوض ، والفاء عاطفة على محذوف ، أى أنهملكم فنضرب { صفْحا } أى اعراضا فهو مفعول مطلق لنضرب لتضمن الضرب معنى الاعراض ، وأصل الصفح أن تولى الشىء صفحة عنقك ، أو ظرف مكان أى ننحيه عنكم جانباً . { أن كنْتُم قَوماً مُسْرفين } اسرافهم متحقق ، وجىء بأن التى لغير التحقق ، باعتبار ما يستقبل من إسرافهم على القول بأنها تقلب كان للاستقبال كغيرها من الأفعال ، أو المعنى إن كنتم مصرين على الاسراف ، أو لجعلهم كأنهم شاكون فى الاسراف قصدا الى نسبتهم للجهل بارتكاب الاسراف لتصويره بصورة ما ، يفرض لوجوب انتفائه ، وعدم صدوره ممن يعقل ، وسلى الله سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم ، عن تكذيب قومه بقوله : { وكم أرسَلنا من نبى } مرسل كما قال : { وما يأتيهم من رسول } [ الحجر : 11 ] وكما نص عليه بقوله : { وكم أرسلنا } { في الأوَّلين } الأمم السالفة .