Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 46, Ayat: 11-11)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وقَال الَّذين كَفروا } من قريش { للَّذين آمنُوا } فى شأن الذين آمنوا أو لأجل الذين آمنوا على حد ما مر ، ولو كانت لام التبليغ لقال ما سبقتمونا اليه ، وليس ذلك طريق التفات اليه ، وقيل الواو فى سبقونا لطائفة أقوياء كالصديق وعمر وعثمان ، آمنوا والمقول لهم : { لو كان خيراً } طائفة أخرى ، فيصح أن اللام للتبليغ ، وهو خلاف الظاهر ، وقيل : قالوا ما سبقونا بالغيبة تحقيرا لهم ، ويرده أن الكلام ليس مما يصح فيه هذا ، فاللام للتعليل ، أو بمعنى فى والغيبة ، فى سبقونا على بابها { لَو كانَ } القرآن أو الاسلام { خَيراً ما سَبقُونَا إليه } أسلم عمار وصهيب ، وبلال وأبو ذر ، وغفار وزبيرة أمة عمر ، فكان يضربها لاسلامها ، وأكثر من أسلم أولا ضعفاء فقالوا : لو كان خيرا ما سبقنا اليه هؤلاء الضعفاء ، ولا سبقتنا اليه زبيرة ، وقيل : قالوا ذلك حين أسلم صعصعة وعطفان وأسد وأشجع ، وأسلم ومزينة ، وغفار ، وقيل الذين كفروا اليهود ، قالوا ذلك لما أسلم عبد الله بن سلام وأصحابه ، فالآية مدنية أو اخبار فى مكة بما سيكون ، كأنه قد كان كقوله تعالى : { ونادى أصحاب الأعراف } [ الأعراف : 48 ] . { وإذْ لم يهْتدوا به } بالقرآن مطلقاً أو بشائره ونذائره أو بالرسول ، وإذ متعلق بمحذوف أى ظهر استكبارهم إذ لم يهتدوا به ، وان شئت قدرته مؤخرا ، أو قالوا ما قالوا إذ لم يهتدوا به ، وقيل متعلق بقوله : { فَسيَقُولون هَذا إفكٌ قديمٌ } على أن الفاء صلة ، وفيه أن الأصل فيها العطف ، والسين تنافى المضى ، فيحتاج الى أن يقال : إذ هنا للاستقبال ، أى إذا استمر عدم ايمانهم ، أو أن المستقبل كالماضى لتحقق الوقوع ، والتعبير بالاستقبال للدلالة على الاستمرار ، وذلك كما استعملت فى قوله تعالى : { فسوف يعلمون إذ الأغلال } [ فاطر : 71 ] ولا فرق بين السين وسوف فى ذلك ، وقيل إذ للتعليل ، والفاء صلة .