Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 47, Ayat: 22-22)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَهَل عَسَيْتم } خطاب للذين فى قلوبهم مرض على طريق الالتفات من الغيبة الى الخطاب زيادة فى توبيخهم . والاستفهام والترجى مصروفان الى غير الله ، أى هل يتقرب بكم وينتظر ، وقيل : يفعل بكم فعل المترجى المبتلى ، وقيل : المعنى من ينظر اليهم يتوقع بهم ذلك ، وهذا كما قيل : انكم أحقاء بأن يقول لكم من عرف أحوالكم { فهل عسيتم } الخ ، وعسى انشاء ، والاستفهام انشاء ، ولا يتسلط انشاء على انشاء ، فلا بد من تأويل عسى بالاخبار مثل : هل يتقرب بكم ، أو هل تنظرون { إنْ تولَّيتُم } أمور الناس بأن صرتم ولاة عليهم ، أو يقدر توليتم على الناس { أنْ تُفسدوا في الأرض وتُقطِّعُوا أرحامَكم } هذا خبر عسى ، وهى وما دخلت عليه مستغنى بهما عن جواب ان ، والمستفهم والمتوقع غير الله من الخلق ممن يقف على أحوالهم الدالة على الحرص على حب الدنيا ، إذ كرهوا الجهاد والحق وأمر الشرع ، فان ذلك يتوقع منه الافساد فى الأرض بالظلم والكبر ، وقطع رحم من خالفكم على ذلك من المسلمين . وفسَّر بعضهم التولى بالاعراض عن الاسلام الى أمر الجاهلية من الافساد فى الأرض بالنهب للأموال ، وقطع الأرحام ، ووأد البنات ، ورد بأن الواقع شرطا فى مثل هذا المقام لا يكون مما يحذر لذاته ، بل لما يتبعه من المفاسد ، مثل لعلك ان أعطيت مالا واسعا تطغى به ، والاعراض عن الاسلام يحذر بالذات ، ويؤيد ما مر قراءة : " وليتم " بالبناء للمفعول أى جعلتم ولاة ، وقراءة " توليتم " بالبناء للمفعول أى تولاكم الناس ، وأجمعوا على موالاتكم ، وقيل فى تفسير هذه القراءة الآخر تولاكم ولاة غشمة ، تتبعونهم فيما يفعلون من السوء : ويضعف تفسير بعضهم التولى فى قراءة الجمهور بالاعراض عن امتثال الشرع فى القتال ، والافساد بعدم اعانة أهل الاسلام ، وبتقطيع أرحام المسلمين على اسلامهم ، لأن الظاهر من الافساد انشاؤه ، ولا مجرد عدم اعانة المسلمين ، ولا مجرد حصول التقطيع بترك الاعانة ، ولأن الافساد بذلك المعنى محقق ، فلو أريد لجىء باذا لا بأن .