Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 49, Ayat: 7-7)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ واعْلمُوا أنَّ فيكُم رَسُول الله } قد علموا أن الخطاب للصحابة عموما ، لأنه قد يصدر منهم أنه لو كان كذا فعدَّ عليهم انهم كمن ليس فيهم رسول الله ، وقيل : لمن زل لكن أمرهم بالعلم على معنى العمل بمقتضى علمهم بأنه فيهم ، وهو أنه لا يرغبوا فى تقديم ولا تأخير ، ولا زيادة ولا نقص ، بل ينتظرون الوحى ، ويعملون بما وجد منه فى الحال ، ويرجع الى هذا قول بعض المحققين : انه أمرهم بالعلم مراعاة لتقييده بالحال ، وهو قوله : { لَو يُطيعكُم في كثير من الأمْر لَعَنتُّم } وصاحب الحال الكاف ، أو المستتر فى فيكم وأولى من ذلك أن " لو يطيعكم " الخ مستأنف لا حال ، كأنه قيل : ما فعلوا حتى عد عليهم أنهم كمن ليس فيهم رسول الله ؟ فقيل : انهم افرطوا فى حب أن يكون تابعا لهم لا متبوعا لهم ، وهذا موقع لهم فى العنت ، ضد ما طلبوا مما يظهر لهم أن فيه راحة ، وهذا على أن الخطاب لمن زل منهم بالافراط ، لا للكمال ، ولا مانع أن يكون للكل تثبيتا لهم لوقوع ذلك فى بعضهم ، وقدم خبر ان للحصر ، وهو أشد عتابا على فعل ما لا يصلح لمن فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أى ليس فيكم ، ويطيع للاستمرار ولو لامتناع استمرار طاعته لهم فى كثير من الأمور ، فهو لا يطيعهم فى ذلك الكثير ، لأن اطاعته فى ذلك موقع فى العنت ، وقيل : المراد استمرار الامتناع كما قيل فى { ولا هم يحزنون } [ البقرة : 112 ] استمرار فى نفى الحزن ، والآية تدل على أنهم طلبوا منه صلى الله عليه وسلم أن ينتقم من الوليد الفاسق الجزىء بنبإ كاذب ، والعنت الهلاك أو المشقة ، وأصله قيل الكسر بعد الجبر ، وهو أشد محذور . { ولكنَّ اللَّهَ حبَّب إليكُم الإيمان وزيَّنَه في قُلوبكم وكره إليكُم الكُفْر والفُسوق والعِصْيان } الخطاب للمجموع باعتبار المؤمنين الكمال فيهم كما فيما قبل من الخطاب ، أو يقدر ولكن الله حبب الى بعضكم ، وان جعلنا الخطاب قبل هذا الغير الكمال كان المعنى : لكن الله حبب اليكم أيها الكمال الايمان ، ولم يجعلكم كهؤلاء الناقصين ، بل نجاكم مما هم فيه من الزلل ، وعدى حبب وكرَّه بالى مراعاة لمعنى أوصل اليكم حب الايمان ، وكراهة الكفر ، ولا تقل عدى كرَّه بالى لتضمن معنى التبغيض ، لأنا نقول : لو قيل : بغض اليكم الكفر لاحتاج الى التأويل بمعنى أوصل اليكم البغض ، والكفر الشرك ، والفسوق الكبائر دونه والعصيان من دون الكبائر من الذنوب ، أو عام بعد تخصيص . { أولئك } المحبب اليهم الايمان ، المزين هو فى قلوبهم المكره اليهم الكفر الخ { هُم الراشِدونَ } هم الكمال النبى صلى الله عليه وسلم ومن معه من المؤمنين ، ولو قال أنتم بدل لفظ أولئك لفات ذكرهم بالتحبيب والتكريه المذكورين الموجبين للرشاد .