Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 15, Ayat: 67-69)
Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
عطف جزء من قصة قوم لوط وهو الجزء الأهم فيها . ومجيء أهل المدينة إليه ومحاورته معهم كان قبل أن يعلم أنهم ملائكة ولو علم ذلك لما أشفق مما عزم عليه أهل المدينة لمّا علم بما عزموا عليه بعد مجادلتهم معه ، كما جاء في قوله تعالى { قالوا يا لوط إنا رسل ربك لن يصلوا إليك } في سورة هود 81 . والواو لا تفيد ترتيب معطوفها . ويجوز جعل الجملة في موضع الحال من ضمير لوط المستتر في فعل { قال إنكم قوم منكرون } سورة الحجر 62 ، أو من الهاء في { إليه } ، ولا إشكال حينئذٍ . والمدينة هي سدوم . و { يستبشرون } يفرحون ويسرون . وهو مطاوع بشره فاستبشر ، قال تعالى { فاستبشروا ببيعكم } في سورة براءة 111 . وصيغ بصيغة المضارع لإفادة التجدد مبالغة في الفرح . ذلك أنهم علموا أن رجالاً غرباء حلوا ببيت لوط عليه السلام ففرحوا بذلك ليغتصبوهم كعادتهم السيئة . وقد تقدمت القصة في سورة هود . والفضح والفضيحة شهرة حال شنيعة . وكانوا يتعيرون بإهانة الضيّف ويعد ذلك مذلة لمُضيفه . وقد ذكرهم بالوازع الديني وإن كانوا كفاراً استقصاء للدعوة التي جاء بها ، وبالوازع العرفي فقال { واتقوا الله ولا تخزون } كما في قول عبد بني الحسحاس @ كفى الشيب والإسلام للمرء ناهيا @@ والخزي الذلّ والإهانة . وتقدم في قوله تعالى { إلا خزي في الحياة الدنيا } في أوائل سورة البقرة 85 . وتقدم في مثل هذه القصة في سورة هود .