Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 94-94)
Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
فُرّع على الوعيد المعرض به في قوله تعالى { كل إلينا راجعون } الأنبياء 94 تفريعٌ بديع من بيان صفة ما توعدوا به ، وذلك من قوله تعالى { فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا } الأنبياء 97 الآيات . وقدم وَعد المؤمنين بجزاء أعمالهم الصالحة اهتماماً به ، ولوقوعه عقب الوعيد تعجيلاً لمسرة المؤمنين قبل أن يسمعوا قوارع تفصيل الوعيد ، فليس هو مقصوداً من التفريع ، ولكنه يشبه الاستطراد تنويهاً بالمؤمنين كما سيُعتَنى بهم عقب تفصيل وعيد الكافرين بقوله تعالى { إن الذين سبقت لهم منّا الحسنى أولئك عنها مبعدون } الأنبياء 101 إلى آخر السورة . والكفران مصدر أصله عدم الاعتراف بالإحسان ، ضد الشكران . واستعمل هنا في حرمان الجزاء على العمل الصالح على طريقة المجاز لأن الاعتراف بالخير يستلزم الجزاء عليه عُرفاً كقوله تعالى { وما تفعلوا من خير فلن تكفروه } آل عمران 115 فالمعنى أنهم يُعطَون جزاء أعمالهم الصالحة . وأكد ذلك بقوله { وإنا له كاتبون } مؤكداً بحرف التأكيد للاهتمام به . والكتابة كناية عن تحققه وعدم إضاعته لأن الاعتناء بإيقاع الشيء يستلزم الحفظ عن إهماله وعن إنكاره ، ومن وسائل ذلك كتابته ليذكر ولو طالت المدة . وهذا لزوم عرفي . قال الحارث بن حلزة @ وهَل يَنقض ما في المهارق الأهواء @@ وذلك مع كون الكتابة مستعملة في معناها الأصلي كما جاءت بذلك الظواهر من الكتاب والسنة .