Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 88, Ayat: 11-11)

Tafsir: Aḍwāʾ al-bayān fī īḍāḥ al-Qurʾān bi-l-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

اللاغية مصدر بمعنى اللّغو مثل الكاذبة للكذب . والخائنة والعافية ، أي لا يسمع فيها لغو ، أو هو وصف لموصوف مقدر التأنيث ، أي كلمة لاغية لما دل عليه { لاغيةٌ } من أنها كلمات ، ووصف الكلمة بذلك مجاز عقلي لأن اللاغي صاحبها . ونفي سماع { لاغيةٌ } مكنى به عن انتفاء اللغو في الجنة من باب @ ولا ترى الضب بها ينْجَحِر @@ أي لا ضَبّ بها إذ الضب لا يخلو من الإِنجِحَار . واللغو الكلام الذي لا فائدة له ، وهذا تنبيه على أن الجنة دار جد وحقيقة فلا كلام فيها إلا لفائدة لأن النفوس فيها تخلصت من النقائص كلها فلا يلذّ لها إلا الحقائق والسمو العقلي والخُلُقي ، ولا ينطقون إلا ما يزيد النفوس تزكية . وجملة { لا تسمع فيها لاغية } صفة ثانية لــــ { جنة } الغاشية 10 تُرك عطفها على الصفة التي قبلها لأن النعوت المتعددة يجوز أن تعطف ويجوز أن تفصل دون عطف قال في « التسهيل » « ويجوز عطف بعض النعوت على بعض وقال المرادي في « شرحه » نحو قوله تعالى { الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى والذي أخرج المرعى } الأعلى 2 ـــ 4 . وقال ولا يعطف إلا بالواو ما لم يكن ترتيب فبالفاء كقوله @ يا لهفَ زَيَّابَةَ للحارب الــــ ــــصابِح فالغانم فالآيب @@ قال السهيلي والعطف بــــ ثم جوازه بعيد . اهــــ . قال الدماميني وكذا في الجمل نحو مررت برجل يحفظ القرآن ويعرف الفقه ويتقي إلى الله ، قال ونص الواحدي في قوله تعالى { لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالاً وَدُّوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم } آل عمران 118 . أن لا يألونكم وما بعده من الجمل أي الثلاث لا يكون صفات ، لعدم العاطف لكن ظاهر سكوت الجمهور عن وجوب العطف يشعر بجوازه فيها أي الجمل كالمفردات اهــــ . ابتدىء في تعداد صفات الجنة بصفتها الذاتية وهو كونها عالية ، وثُني بصفة تنزيهها عمّا يعدّ من نقائص مجامع الناس ومساكن الجماعات وهو الغوغاء واللغو ، وقد جردت هذه الجملة من أن تعطف على { عالية } الغاشية 10 مراعاة لعدم التناسب بين المفردات والجمل وذلك حقيق بعدم العطف لأنه أشد من كمال الانقطاع في عطف الجمل . وهذا وصف للجنة بحسن سكانها . وقرأ نافع { لا تُسمع } بمثناة فوقية مضمومة و { لاغيةُ } نائب فاعل ، وقرأه ابن كثير وأبو عمرو ورويس عن يعقوب بمثناة تحتية مضمومة وبرفع { لاغيةٌ } أيضاً فأُجري الفعل على التذكير لأن { لاغيةٌ } ليس حقيقي التأنيث وحسَّنه وقوع الفصل بين الفعل وبين المسند إليه ، وقرأه ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر وروْح عن يعقوب بفتح المثناة الفوقية وبنصب { لاغيةٌ } ، والتاء لخطاب غير المعين .