Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 102, Ayat: 3-4)
Tafsir: at-Taḥrīr wa-t-tanwīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
كلا : زجر عن التلهي والتكاثر والمذكور ، وسوف تعلمون : أي حقيقة الأمر ، ومغبة هذا التلهي ، ثم كلا سوف تعلمون ، تكرار للتأكيد . وقيل : إنه لا تكرار ، لما روي عن علي رضي الله عنه : أن الأولى في القبر ، والثانية يوم القيامة . وهو معقول . واستدل بهم بعضهم على عذاب القبر . ومعلوم صحة حديث القبر " إنما القبر روضة من رياض الجنة ، أو حفرة من حفر النار " . والسؤال فيه معلوم ، ولكن أرادوا مأخذه من القرآن . وتقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه في الكلام على سورة غافر ، عند { وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوۤءُ ٱلْعَذَابِ } [ غافر : 45 ] ، إثبات عذاب القبر من القرآن . وكذلك بيان معناه في آخر سورة الزخرف عند الكلام على قوله تعالى : { فَٱصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلاَمٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ } [ الزخرف : 89 ] . وهذا الزجر هنا والتحذير لهم رداً على ما كانوا عليه في التكاثر . كما قال الشاعر : @ ولست بالأكثر منهم حصى وإنما العزة للكاثر @@ وأصرح دليل لإثبات عذاب القبر من القرآن ، هو قوله تعالى : { ٱلنَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ أَدْخِلُوۤاْ آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ ٱلْعَذَابِ } [ غافر : 46 ] ، لأن الأول في الدنيا ، والثاني في الآخرة .