Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 72-72)
Tafsir: at-Taḥrīr wa-t-tanwīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أنه وهب لإبراهيم ابنه إسحاق ، وابن ابنه يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ، وأنه جعل الجميع صالحين . وقد أوضح البشارة بهما في غير هذا الموضع ، كقوله تعالى { وَٱمْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَآءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ } هود 71 ، وقوله { وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيّاً مِّنَ ٱلصَّالِحِينَ } الصافات 112 . وقد أشار تعالى في سورة " مريم " إلى أنه لما هجر الوطن والأقارب عوضه الله من ذلك قرة العين بالذرية الصالحة ، وذلك في قوله { فَلَمَّا ٱعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلاًّ جَعَلْنَا نَبِيّاً } مريم 49 . وقوله في هذه الآية الكريمة { نَافِلَةً } قال فيه ابن كثير قال عطاء ومجاهد نافلة عطية . وقال ابن عباس وقتادة والحكم بن عتيبة النافلة ولد الولد ، يعني أن يعقوب ولد إسحاق . قال مقيده عفا الله عنه وغفر له أصل النافلة في اللغة الزيادة على الأصل ، ومنه النوافل في العبادات ، لأنها زيادات على الأصل الذي هو الفرض . وولد الولد زيادة على الأصل ، الذي هو ولد الصلب ، ومن ذلك قول أبي ذؤيب الهذلي @ فإن تك أنثى من معد كريمة علينا فقد أعطيت نافلة الفضل @@ أي أعطيت الفضل عليها والزيادة علينا ، كما هو التحقيق في معنى بيت أبي ذؤيب هذا ، وكما شرحه به أبو سعيد الحسن بن الحسين السكري في شرحه لأشعار الهذليين . وبه تعلم أن إيراد صاحب اللسان بيت أبي ذؤيب المذكور مستشهداً به لأن النافلة الغنيمة غير صواب ، بل هو غلط . مع أن الأنفال التي هي الغنائم راجعة في المعنى إلى معنى الزيادة ، لأنها زيادة تكريم أكرم الله بها هذا النَّبي الكريم فأحلها له ولأمته . أو لأن الأموال المغنومة أموال أخذوها زيادة على أموالهم الأصلية بلا تمن . وقوله { نَافِلَةً } فيه وجهان من الإعراب ، فعلى قول من قال النافلة العطية فهو ما ناب عن المطلق من " وَهَبْنا " أي وهبنا له إسحاق ويعقوب هبة . وعليه فالنافلة مصدر جاء بصيغة اسم الفاعل كالعاقبة والعافية . وعلى أن النافلة بمعنى الزيادة فهو حال من " يَعْقُوبَ " أي وهبنا له يعقوب في حال كونه زيادة على إسحاق .