Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 43, Ayat: 70-70)
Tafsir: at-Taḥrīr wa-t-tanwīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى في هذه الآية { وَأَزْوَاجُكُمْ } فيه لعلماء التفسير وجهان : أحدهما ، أن المراد بأزواجهم ، نظراؤهم وأشباههم في الطاعة وتقوى الله واقتصر على هذا القول ابن كثير . والثاني : أن المراد بأزواجهم ، نساؤهم في الجنة . لأن هذا الأخير أبلغ في التنعم والتلذذ من الأول . ولذا يكثر في القرآن ، ذكر إكرام أهل الجنة ، بكونهم مع نسائهم دون الامتنان عليهم ، بكونهم مع نظرائهم وأشباههم في الطاعة . قال تعالى : { إِنَّ أَصْحَابَ ٱلْجَنَّةِ ٱليَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلاَلٍ عَلَى ٱلأَرَآئِكِ مُتَّكِئُونَ } [ يس : 55 - 56 ] . وقال كثير من أهل العلم : إن المراد بالشغل المذكور في الآية ، هو افتضاض الأبكار . وقال تعالى : { وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ } [ الدخان : 54 ] . وقال تعالى : { وَحُورٌ عِينٌ كَأَمْثَالِ ٱللُّؤْلُؤِ ٱلْمَكْنُونِ } [ الواقعة : 22 - 23 ] . وقال تعالى : { فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ } [ الرحمن : 70 ] إلى قوله : { حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي ٱلْخِيَامِ } [ الرحمن : 72 ] ، وقال : { وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ ٱلطَّرْفِ عِينٌ } [ الصافات : 48 ] وقال تعالى : { وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ ٱلطَّرْفِ أَتْرَابٌ } [ ص : 52 ] إلى غير ذلك من الآيات . وقد قدمنا : أن مفرد الأزواج زوج بلا هاء ، وأن الزوجة بالتاء لغة لا لحن خلافاً لمن زعم أن الزوجة لحن من لحن الفقهاء ، وأن ذلك لا أصل له في اللغة . والحق أن ذلك لغة عربية ، ومنه قول الفرزدق : @ وإن الذي يسعى ليفسد زوجتي كساع إلى أسد الشرى يستبيلها @@ وقول الحماسي : @ فبكى بناتي شجوهن وزوجتي والظاعنون إلى ثم تصدع @@ وفي صحيح مسلم من حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في صفية " إنها زوجتي " وقوله { تُحْبَرُونَ } أقوال العلماء فيه راجعة إلى شيء واحد ، وهو أنهم يكرمون بأعظم أنواع الإكرام وأتمها .