Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 250-252)
Tafsir: at-Tafsīr al-wasīṭ li-l-Qurʾān al-Karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله { بَرَزُواْ } أى صاروا إلى إبراز الأرض وهو ما انكشف منها بحيث يصير كل فريق من المتقاتلين يرى صاحبه ، ومنه سميت المبارزة فى الحرب لظهور كل قرن إلى قرنه . أى وحين برز طالوت ومن معه لقتال جالوت وجنوده ، وأصبح الفريقان فى مكان متسع من الأرض بحيث يرى كل فريق خصمه اتجه المؤمنون إلى الله - تعالى - بالدعاء قائلين بإخلاص وخشوع { رَبَّنَآ أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً } أى أفض علينا صبرا يعمنا ، ويملأ قلوبنا ثقة بنصرك ، ويحبس نفوسنا على طاعتك . قال الإِمام الرازى ما ملخصه ، الإِفراغ الصب . يقال أفرغت الإِناء إذا صببت ما فيه . وقولهم هذا يدل على المبالغة فى طلب الصبر من وجهين أحدهما أنه إذا صب الشىء فى الشىء فقد أثبت فيه بحيث لا يزول عنه وهذا يدل على التأكيد . والثانى " أن افراغ الإِناء هو إخلاؤه وذلك يكون بصب كل ما فيه ، فمعنى أفرغ علينا صبرا ، أى أصبب علينا أتم صب وأبلغه - حتى تتحقق فينا صفة الصبر كأحسن ما يكون التحقق " . أما الدعوة الثانية فقد قالوا فيها - كما حكى القرآن عنهم - { وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا } أى هب لنا من كمال القوة والرسوخ عند القتال ما يجعلنا نثبت أمام أعدائنا ، ونتمكن من رقابهم دون أن يتمكنوا منا . فهذا الدعاء كناية عن أن يمنحهم - سبحانه - الثبات عند الزحف ، وعدم الفرار عند القتال . وفى قوله { وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا } تعبير بالجزء عن الكل ، لأن الأقدام هى التى يكون بها الفرار ، فتثبيتها إبعاد عن الفرار ، ومتى حصل الثبات كان النصر متوقعاً ، والصبر متحققاً . ثم ختموا دعاءهم بأن قالوا { وَٱنْصُرْنَا عَلَى ٱلْقَوْمِ ٱلْكَافِرِينَ } أى اجعل الغلبة لنا عليهم ، لأننا مؤمنون بأنك المعبود المستحق للعبادة وهم يكفرون بذلك . والمتأمل فى هذه الدعوات الثلاث يراها قد جمعت أسمى ألوان الأدب وحسن الترتيب ، فهم قد صدروا دعاءهم بالتوسل بوصف الربوبية فقالوا { رَبَّنَآ } أى يا خالقنا ويا منشئنا ويا مربينا ويا مميتنا ، وفى ذلك إشعار أنهم يلجأون إلى من بيده وحده النفع والضر ، والنصر والهزيمة . ثم افتتحوا دعاءهم بطلب الصبر عند المخاوف لأنه هو عدة القتال الأولى ، وركنه الأعلى ، إذ به يكون ضبط النفس فلا تفزع ، وبه يسكن القلب فلا يجزع . ثم التمسوا منه - سبحانه - أن يثبت أقدامهم عند اللقاء لأن هذا الثبات هو مظهر الصبر ، ووسيلة النصر ، وعنوان القوة . ثم ختموا دعاءهم بما هو ثمرة ونتيجة للصبر والثبات وهو النصر على الأعداء . فماذا كانت نتيجة هذا الدعاء الخاشع الخالص ؟ كانت نتيجته النصر المؤزر الذى حكاه القرآن فى قوله { فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ ٱللَّهِ } . وأصل الهزم فى اللغة الكسر . ومنه سقاء منهزم أى انثنى بعضه على بعض مع الجفاف . ويقال للسحاب هزيم ، لأنه يتشقق بالمطر . والفاء هنا فصيحة أو سببية أى أنهم بسبب دعائهم المخلص ، وإيمانهم القوى ، واستجابتهم لما أمرهم الله به ، استطاعوا أن يكسروا أعداءهم ويهزموهم ، وقوله ، { بِإِذْنِ ٱللَّهِ } أى بتوفيقه وتيسيره وتأييده . والباء إما للاستعانة والسببية وإما للمصاحبة . ثم قال - تعالى - { وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ } أى وقتل داود بن إيشا - وكان فى جيش طالوت - جالوت الذى كان يقود جيش الكفر ، وبقتله مزق أتباعه شر ممزق ، ورزق الله طالوت ومن معه النصر والغلبة . ثم بين - سبحانه - ما منحه لداود من نعم فقال { وَآتَاهُ ٱللَّهُ ٱلْمُلْكَ وَٱلْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَآءُ } والحكمة المراد بها هنا النبوة ، ولم يجتمع الملك والنبوة لأحد قبله فى بنى إسرائيل ، وورثه فيهما ابنه سليمان - عليه السلام - . أى وأعطى الله - تعالى - عبده داود ملك بنى إسرائيل وأعطاه النبوة التى هى أشرف من الملك زيادة فى ترقيته فى درجات الشرف والكمال ، وعلمه - سبحانه - مما يشاء من فنون العلم ، ومن أمور الدين والدنيا كمعرفته لغة الطيور ، وكلام الدواب ، وصناعة آلات الحرب وغير ذلك من ألوان العلوم المختلفة التى لا تحدها إلا مشيئة الله وإرادته . وفى قوله - تعالى - { وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَآءُ } بعد الإِخبار بأنه - سبحانه - آتى داود الحكمة ، إشعار بأن الإِنسان لا يستغنى عن التعلم سواء أكان نبيا أم لم يكن ، لأن داود - عليه السلام - مع حصوله على النبوة لم يستغن عن تعليم الله إياه ، وقد أمر الله - تعالى - نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم أن يلتمس المزيد من العلم فقال { وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً } ثم بين - سبحانه - بعض مظاهر فضله على عباده فقال { وَلَوْلاَ دَفْعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ ٱلأَرْضُ } . أى ولولا أن الله - تعالى - يدفع أهل الباطل بأهل الحق ، لفسدت الأرض ، وعمها الخراب لأن أهل الفساد إذا تركوا من غير أن يقاوموا استطارت شرورهم ، وتغلبوا على أهل الصلاح والاستقامة ، وتعطلت مصالح الناس ، وانتشر الفساد فى الأرض . فلولا فى الجملة الكريمة حرف امتناع لوجود . أى امتنع فساد الأرض لأجل وجود دفع الناس بعضهم ببعض . فالجملة الكريمة تأمر الأخيار فى كل زمان ومكان أن يقفوا فى وجوه الأشرار ، وأن يقاوموهم بكل وسيلة من شأنها أن تحول بينهم وبين الفساد والطغيان . ثم ختم - سبحانه - الآية بقوله { وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى ٱلْعَالَمِينَ } . أى ولكن الله - تعالى - صاحب فضل عظيم ، وإنعام كبير على الناس أجمعين ، لأنه وضع لهم هذا التنظيم الحكيم الذى أوجب فيه على المصلحين أن يدافعوا المفسدين ، وأن يقاوموهم بالطريقة التى تمنع فسادهم حتى ولو أدى ذلك إلى رفع السلاح فى وجوههم ، لأن السكوت عن فساد المفسدين سيؤدى إلى العقاب الذى يعمهم ويصيب معهم المصلحين . ثم ختم - سبحانه - قصة هؤلاء القوم من بنى إسرائيل بقوله { تِلْكَ آيَاتُ ٱللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِٱلْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ } . أى تلك الآيات التى حدثناك فيها عن قصة أولئك القوم وما جرى لهم هى آيات الله التى لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها ، نتلوها عليك يا محمد عن طريق جبريل الأمين تلاوة ملتبسة بالحق الثابت الذى لا يحوم حوله الباطل ، وإنك يا محمد { لَمِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ } الذين أرسلهم الله - تعالى - { بِٱلْهُدَىٰ وَدِينِ ٱلْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْمُشْرِكُونَ } فالإِشارة فى قوله { تِلْكَ آيَاتُ ٱللَّهِ } إلى الآيات المتلوة من قوله - تعالى - { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلْمَلإِ مِن بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ } إلى آخر القصة . وقيل إليها وإلى القصة التى قبلها وهى قصة القوم { ٱلَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ ٱلْمَوْتِ } وكانت الإِشارة للبعيد ، لما فى ذلك من معنى الاستقصاء للآيات ، ولعلو شأنها ، وكمال معانيها ، والوفاء فى مقاصدها . وأضيفت الآيات إلى الله لأنها جزء من هذا القرآن الذى أنزله - سبحانه - على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ليكون هداية للناس ، وليحملهم على تدبرها والاعتبار بها لأنها من عند الله الذى شرع لهم ما يسعدهم . وجعل - سبحانه - تلاوة جبريل للقرآن تلاوة له فقال { نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِٱلْحَقِّ } للإِشعار بشرف جبريل ، وأنه ما خرج فى تلاوته عما أمره الله به ، فهو رسوله الأمين إلى رسله المكرمين . وجملة { نَتْلُوهَا عَلَيْكَ } فى محل نصب حال من الآيات والعامل فيها معنى الإِشارة . وقوله { بِٱلْحَقِّ } فى موضع نصب حال من مفعول نتلوها أى ملتبسة باليقين الذى لا يرتاب فيه عاقل . أو من فاعله أى نتلوها عليك ملتبسين بالحق والصواب . وأكد - سبحانه - قوله { وَإِنَّكَ لَمِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ } بحرف " إن " وباللام فى " لمن " وبالجملة الاسمية ، للرد على من شكك فى صدق رسالته صلى الله عليه وسلم ولتسليته عما يقوله الجاحدون فى شأنه . وبعد فهذه قصة الملأ من بنى إسرائيل من بعد موسى ، وإن فيها لعبرا متعددة ، وعظات متنوعة لقوم يعقلون . من العبر التى تؤخذ منها 1 - أن الشعور بالظلم والهوان ، والابتلاء بالمحن والهزائم ، والوقوع تحت أيدى المعتدى ، كل ذلك من شأنه أن يصهر النفوس الحرة الكريمة ، وأن يدفعها بقوة إلى الذود عن كرامتها المسلوبة ، وعزتها المغصوبة ، حتى تنال حقها ممن سلبه منها أو تموت دونه ، لأن النفوس الأبية تشعر دائماً بأن الموت مع العزة خير من الحياة مع الذلة . يدل على ذلك قوله - تعالى - { قَالُواْ وَمَا لَنَآ أَلاَّ نُقَاتِلَ فى سَبِيلِ ٱللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَآئِنَا } 2 - أن الناس فى كل زمان ومكان ، يلجأون - خصوصاً عندما تنزل بهم الشدائد إلى من يتوسمون فيهم الخير والصلاح ، لكى يرشدوهم إلى ما يأخذ بيدهم إلى طريق السعادة ، ولكى يهدوهم إلى أفضل السبل التى تنقذهم مما هم فيه من بلاء ، ولكى يختاروا لهم من يقودهم إلى النصر والفلاح . ألا ترى إلى الملأ من بنى إسرائيل كيف لجأوا إلى نبى لهم ليقولوا له بعد أن أصابهم من الذل ما أصابهم { ٱبْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُّقَاتِلْ فى سَبِيلِ ٱللَّهِ } إنهم لم يلجأوا إلى زعيم من زعمائهم ، أو إلى أمير من امرائهم ، وإنما لجأوا إلى نبيهم يبثون إليه شكواهم ، ويطلبون منه أن يختار لهم من يقودهم للقتال فى سبيل الله ، لأنهم يرون فيه الأمل المرتجى ، والعقل السليم ، والخلق القويم ، والأسوة الحسنة . 3 - أن القائد يجب ن تتوفر فيه صفتان قوة العقل ، وقوة الجسم لأنه متى توفرت فيه هاتان الصفتان استطاع أن يقود أتباعه بنجاح ، وأنه قبل أن يلتقى بأعدائه يجب عليه أن يختبر جنده ليعرف مبلغ إيمانهم وقوتهم وطاعتهم وثباتهم وألا يكلفهم بما لا يستطيعونه حتى يحارب أعداءه وهو على بينة من أمره . انظر إلى طالوت كيف اختبر جنده قبل أن يخوض المعركة بأن قال لهم { إِنَّ ٱللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّيۤ إِلاَّ مَنِ ٱغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ } وهكذا القود العقلاء يقدمون على حرب أعدائهم وهم على بصيرة من أمرهم . 4 - إن الفئة القليلة المؤمنة كثيراً ما تنتصر على الفئة الكثيرة الكافرة لأن المؤمنين الصادقين يحملهم إيمانهم على اليقين بلقاء الله ، وعلى التضحية من أجل إعلاء كلمته ، وعلى الإِقدام الذى يرعب الكافرين ، ويخيف الفاسقين ، وصدق الله إذ يقول { كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ مَعَ ٱلصَّابِرِينَ } 5 - أن هزائم الأمم يمكن إزالتها متى توفر لتلك الأمم القادة العقلاء الأقوياء ، والجند الأشداء على أعدائهم ، الرحماء فيما بينهم ، وأن من شأن المؤمنين حقا أنهم مع مباشرتهم للأسباب ، وإحكامهم لكل ما يحتاج إليه القتال ، وإحسانهم لكل وسيلة تعينهم على النصر ، مع كل ذلك لا يغترون ولا يتطاولون بل يعتمدون على - تعالى - اعتماداً تاماً ، ويتجهون إليه بالضراعة والدعاء ويلتمسون منه النصر على أعدائه وأعدائهم انظر إلى الصفوة المؤمنة من جند طالوت ماذا قالت عندما برزت لجالوت وجنوده ، لقد قالت كما حكى القرآن عنها { قَالُواْ رَبَّنَآ أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَٱنْصُرْنَا عَلَى ٱلْقَوْمِ ٱلْكَافِرِينَ فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ ٱللَّهِ } . 6 - أن من سنن الله فى خلقه أنه - سبحانه - جعل الحياة صراعاً دائماً بين الحق والباطل ، ونزاعاً موصولا بين الأخيار والأشرار ، ولولا أن الله - تعالى - يدفع بعض الناس الفاسقين ببعض الناس الصالحين لفسدت الأرض ، لأن الفاسقين لو تركوا من غير أن يدافعوا ويقاوموا لنشروا فسوقهم وفجورهم وطغيانهم فى الأرض ، ولكنه - سبحانه - أعطى لعباده الصالحين من القوة والثبات ما جعلهم يقاومون الظالمين ويعملون على نشر الخير والصلاح بين الناس . 7 - أن القصة الكريمة تصور لنا ما جبل عليه بنو إسرائيل من نقض للعهد وكذب فى القول { فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ ٱلْقِتَالُ تَوَلَّوْاْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ } ومن تطاول على أنبيائهم ، وعصيان لأوامرهم ، واعتراض على توجيهاتهم ، وتفضيل للجاه والمال على العقل والعلم { قَالُوۤاْ أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ ٱلْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِٱلْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ ٱلْمَالِ } ومن خور عند الابتلاء والاختبار ، وحماس فى ساعة السلم ونكوص فى ساعة الجد ، تأمل قوله - تعالى - { فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ قَالُواْ لاَ طَاقَةَ لَنَا ٱلْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ } وبعد هذا الحديث الحكيم عن الملإِ من بنى إسرائيل من بعد موسى . وبعد أن شهد الله - تعالى - لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم بأنه من المرسلين الذين أرسلوا لينصروا الحق ، وليخرجوا الناس من الظلمات إلى النور ، بعد كل ذلك بين الله - تعالى أن الرسل وإن كانوا قد بعثوا جميعاً لهداية البشر إلا أنهم يتفاضلون فيما بينهم فقال - تعالى - { تِلْكَ ٱلرُّسُلُ فَضَّلْنَا … } .