Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 36, Ayat: 31-38)

Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أَلَمْ يَرَوْاْ } ألم يعلموا وهو معلق عن قوله : { كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مّنَ ٱلْقُرُونِ } لأن { كَمْ } لا يعمل فيها ما قبلها وإن كانت خبرية لأن أصلها الاستفهام . { أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُونَ } بدل من { كَمْ } على المعنى أي ألم يروا كثرة إهلاكنا من قبلهم كونهم غير راجعين إليهم ، وقرىء بالكسر على الاستئناف . { وَإِنْ كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ } يوم القيامة للجزاء ، و { إِن } مخففة من الثقيلة واللام هي الفارقة و « ما » مزيدة للتأكيد ، وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة { لَّمّاً } بالتشديد بمعنى إلا فتكون إن نافية وجميع فعيل بمعنى مفعول ، و { لَدَيْنَا } ظرف له أو لـ { مُحْضَرُونَ } . { وَءَايَةٌ لَّهُمُ ٱلأَرْضُ ٱلْمَيْتَةُ } وقرأ نافع بالتشديد . { أَحْيَيْنَـٰهَا } خبر لـ { ٱلأَرْضِ } ، والجملة خبر { ءَايَةً } أو صفة لها إذ لم يرد بها معينة وهي الخبر أو المبتدأ والآية خبرها ، أو استئناف لبيان كونها { ءايَةً } . { وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبّاً } جنس الحب . { فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ } قدم الصلة للدلالة على أن الحب معظم ما يؤكل ويعاش به . { وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّـٰتٍ مّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَـٰبٍ } من أنواع النخل والعنب ، ولذلك جمعهما دون الحب فإن الدال على الجنس مشعر بالاختلاف ولا كذلك الدال على الأنواع ، وذكر النخيل دون التمور ليطابق الحب والأعناب لاختصاص شجرها بمزيد النفع وآثار الصنع . { وَفَجَّرْنَا فِيهَا } وقرىء بالتخفيف ، والفجر والتفجير كالفتح والتفتيح لفظاً ومعنى . { مِنَ ٱلْعُيُونِ } أي شيئاً من العيون ، فحذف الموصوف وأقيمت الصفة مقامه ، أو { ٱلْعُيُونِ } و { مِنْ } مزيدة عند الأخفش . { لِيَأْكُلُواْ مِن ثَمَرِهِ } ثمر ما ذكر وهو الجنات ، وقيل الضمير لله تعالى على طريقة الالتفات والإِضافة إليه لأن الثمر بخلقه ، وقرأ حمزة والكسائي بضمتين وهو لغة فيه ، أو جمع ثمار وقرىء بضمة وسكون . { وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ } عطف على الثمر والمراد ما يتخذ منه كالعصير والدبس ونحوهما ، وقيل { مَا } نافية والمراد أن الثمر بخلق الله لا بفعلهم ، ويؤيد الأول قراءة الكوفيين غير حفص بلا هاء فإن حذفه من الصلة أحسن من غيرها . { أَفَلاَ يَشْكُرُونَ } أمر بالشكر من حيث أنه إنكار لتركه . { سُبْحَـٰنَ ٱلَّذِي خَلَق ٱلأَزْوٰجَ كُلَّهَا } الأنواع والأصناف . { مِمَّا تُنبِتُ ٱلأَرْضُ } من النبات والشجر . { وَمِنْ أَنفُسِهِمْ } الذكر والأنثى . { وَمِمَّا لاَ يَعْلَمُونَ } وأزواجاً مما لم يطلعهم الله تعالى عليه ولم يجعل لهم طريقاً إلى معرفته . { وَءَايَةٌ لَّهُمُ ٱلَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ ٱلنَّهَارَ } نزيله ونكشفه عن مكانه مستعار من سلخ الجلد والكلام في إعرابه ما سبق . { فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ } داخلون في الظلام . { وَٱلشَّمْسُ تَجْرِى لِمُسْتَقَرّ لَّهَـا } لحد معين ينتهي إليه دورها ، فشبه بمستقر المسافر إذا قطع مسيره ، أو لكبد السماء فإن حركتها فيه يوجد فيها بطء بحيث يظن أن لها هناك وقفة قال : @ وَالشَّمْـسُ حَيْـرَى لَهَـا بِالجَـوِّ تَـدْوِيـمُ @@ أو لاستقرار لها على نهج مخصوص ، أو لمنتهى مقدر لكل يوم من المشارق والمغارب فإن لها في دورها ثلثمائة وستين مشرقاً ومغرباً ، تطلع كل يوم من مطلع وتغرب من مغرب ثم لا تعود إليهما إلى العام القابل ، أو لمنقطع جريها عند خراب العالم . وقرىء « لا مستقر لها » أي لا سكون فإنها متحركة دائماً و « لا مستقر » على أن « لا » بمعنى ليس . { ذٰلِكَ } الجري على هذا التقدير المتضمن للحكم التي تكل الفطن عن إحصائها . { تَقْدِيرُ ٱلْعَزِيزِ } الغالب بقدرته على كل مقدور . { ٱلْعَلِيمُ } المحيط علمه بكل معلوم .