Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 37, Ayat: 80-95)
Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِى ٱلْمُحْسِنِينَ } تعليل لما فعل بنوح من التكرمة بأنه مجازاة له على إحسانه . { إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ } تعليل لإِحسانه بالإِيمان إظهاراً لجلالة قدره وأصالة أمره . { ثُمَّ أَغْرَقْنَا ٱلأخَرِينَ } يعني كفار قومه . { وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ } ممن شايعه في الإِيمان وأصول الشريعة . { لإِبْرٰهِيمَ } ولا يبعد اتفاق شرعهما في الفروع أو غالباً ، وكان بينهما ألفان وستمائة وأربعون سنة ، وكان بينهما نبيان هود وصالح عليهما الصلاة والسلام . { إِذْ جَاءَ رَبَّهُ } متعلق بما في الشيعة من معنى المشايعة أو بمحذوف هو اذكر . { بِقَلْبٍ سَلِيمٍ } من آفات القلوب أو من العلائق خالص لله أو مخلص له ، وقيل حزين من السليم بمعنى اللديغ . ومعنى المجيء به ربه : إخلاصه له كأنه جاء به متحفاً إياه . { إِذْ قَالَ لأبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ } بدل من الأولى أو ظرف لـ { جَاء } أو { سَلِيمٍ } . { أَئِفْكاً ءَالِهَةً دُونَ ٱللَّهِ تُرِيدُونَ } أي تريدون آلهة دون الله إفكاً مقدم المفعول للعناية ثم المفعول له لأن الأهم أن يقرر أنهم على الباطل ومبنى أمرهم على الافك ، ويجوز أن يكون { إِفْكاً } مفعولاً به و { ءَالِهَةً } بدل منه على أنها إفك في نفسها للمبالغة ، أو المراد بها عبادتها بحذف المضاف أو حالاً بمعنى إفكين . { فَمَا ظَنُّكُم بِرَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ } بمن هو حقيق بالعبادة لكونه ربا للعالمين حتى تركتم عبادته ، أو أشركتم به غيره أو أمنتم من عذابه ، والمعنى إنكار ما يوجب ظناً فضلاً عن قطع يصد عن عبادته ، أو يجوز الإِشراك به أو يقتضي الأمن من عقابه على طريقة الإِلزام وهو كالحجة على ما قبله . { فَنَظَرَ نَظْرَةً فِى ٱلنُّجُومِ } فرأى مواقعها واتصالاتها ، أو في علمها أو في كتابها ، ولا منع منه مع أن قصده إيهامهم وذلك حين سألوه أن يعبد معهم . { فَقَالَ إِنّي سَقِيمٌ } أراهم أنه استدل بها لأنهم كانوا منجمين على أنه مشارف للسقم لئلا يخرجوه إلى معبدهم ، فإنه كان أغلب أسقامهم الطاعون وكانوا يخافون العدوى ، أو أراد إني سقيم القلب لكفركم ، أو خارج المزاج عن الاعتدال خروجاً قل من يخلو منه أو بصدد الموت ومنه المثل : كفى بالسلامة داء ، وقول لبيد : @ فَدَعَوْتُ رَبِّي بِالسَّلاَمَةِ جَاهِدا لِيُصحّنِي فَإِذَا السَّلاَمَةُ دَاءُ @@ { فَتَوَلَّوْاْ عَنْهُ مُدْبِرِينَ } هاربين مخافة العدوى . { فَرَاغَ إِلَىٰ ءالِهَتِهِمْ } فذهب إليها في خفية من روغة الثعلب وأصله الميل بحيلة . { فَقَالَ } أي للأصنام استهزاء . { أَلا تَأْكُلُونَ } يعني الطعام الذي كان عندهم . { مَا لَكُمْ لاَ تَنطِقُونَ } بجوابي . { فَرَاغَ عَلَيْهِمْ } فمال عليهم مستخفياً ، والتعدية بعلى للاستعلاء وإن الميل لمكروه . { ضَرْباً بِٱلْيَمِينِ } مصدر « لراغ عليهم » لأنه في معنى ضربهم ، أو لمضمر تقديره فراغ عليهم يضربهم وتقييده باليمين للدلالة على قوته فإن قوة الآلة تستدعي قوة الفعل ، وقيل { بِٱلْيَمِينِ } بسبب الحلف وهو قوله : { تَٱللَّهِ لأكِيدَنَّ أَصْنَـٰمَكُمْ } [ الأنبياء : 57 ] { فَأَقْبَلُواْ إِلَيْهِ } إلى إبراهيم عليه الصلاة والسلام بعدما رجعوا فرأوا أصنامهم مكسرة وبحثوا عن كاسرها فظنوا أنه هو كما شرحه في قوله : { مَن فَعَلَ هَـٰذَا بِـئَالِهَتِنَا } الآية . { يَزِفُّونَ } يسرعون من زفيف النعام . وقرى حمزة على بناء المفعول من أزفه أي يحملون على الزفيف . وقرىء { يَزِفُّونَ } أي يزف بعضهم بعضاً ، و { يَزِفُّونَ } من وزف يزف إذا أسرع و { يَزِفُّونَ } من زفاه إذا حداه كأن بعضهم يزفو بعضاً لتسارعهم إليه { قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ } ما تنحتونه من الأصنام .