Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 39, Ayat: 51-56)

Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُواْ } جزاء سيئات أعمالهم أو جزاء أعمالهم ، وسماه سيئة لأنه في مقابلة أعمالهم السيئة رمزاً إلى أن جميع أعمالهم كذلك . { وَٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ } بالعتو . { مِنْ هَـؤُلاَءِ } المشركين و { مِنْ } للبيان أو للتبعيض . { سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئاتُ مَا كَسَبُواْ } كما أصاب أولئك ، وقد أصابهم فإنهم قحطوا سبع سنين وقتل ببدر صناديدهم . { وَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ } بفائتين . { أَوَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ ٱللَّهَ يَبْسُطُ ٱلرّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ } حيث حبس عنهم الرزق سبعاً ثم بسط لهم سبعاً . { إِنَّ فِى ذٰلِكَ لآيَـٰتٍ لّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } بأن الحوادث كلها من الله بوسط أو غيره . { قُلْ يَاٰ عِبَادِى ٱلَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ } أفرطوا في الجناية عليها بالإِسراف في المعاصي ، وإضافة العباد تخصصه بالمؤمنين على ما هو عرف القرآن . { لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ ٱللَّهِ } لا تيأسوا من مغفرته أولاً وتفضله ثانياً . { إِنَّ ٱللَّهَ يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعاً } عفواً ولو بَعْدَ بُعْدٍ ، تقييده بالتوبة خلاف الظاهر ويدل على إطلاقه فيما عدا الشرك قوله تعالى : { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ } الآية ، والتعليل بقوله : { إِنَّهُ هُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ } على المبالغة وإفادة الحصر والوعد بالرحمة بعد المغفرة ، وتقديم ما يستدعي عموم المغفرة مما في { عِبَادِى } من الدلالة على الذلة ، والإِختصاص المقتضيين للترحم ، وتخصيص ضرر الإِسراف بأنفسهم والنهي عن القنوط مطلقاً عن الرحمة فضلاً عن المغفرة ، وإطلاقها وتعليله بأن الله يغفر الذنوب جميعاً ، ووضع اسم { ٱللَّهِ } موضع الضمير لدلالته على أنه المستغني والمنعم على الإِطلاق والتأكيد بالجميع . وما روي أنه عليه الصلاة والسلام قال " ما أحب أن تكون لي الدنيا وما فيها بها ، فقال رجل يا رسول الله ومن أشرك فسكت ساعة ثم قال : ألا ومن أشرك ثلاث مرات " وما روي أن أهل مكة قالوا : يزعم محمد أن من عبد الوثن وقتل النفس بغير حق لم يغفر له فكيف ولم نهاجر وقد عبدنا الأوثان وقتلنا النفس فنزلت . وقيل في عياش والوليد بن الوليد في جماعة افتتنوا أو في الوحشي لا ينفي عمومها وكذا قوله : { وَأَنِـيبُواْ إِلَىٰ رَبّكُمْ وَأَسْلِمُواْ لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ ٱلْعَذَابُ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ } بأنها لا تدل على حصول المغفرة لكل أحد من غير توبة وسبق تعذيب لتغني عن التوبة والإِخلاص في العمل وتنافي الوعيد بالعذاب . { وَٱتَّبِعُـواْ أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مّن رَّبّكُـمْ } القرآن أو المأمور به دون المنهي عنه ، والعزائم دون الرخص أو الناسخ دون المنسوخ ، ولعله ما هو أنجى وأسلم كالإنابة والمواظبة على الطاعة . { مّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُـمُ ٱلْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ } بمجيئه فتتداركوا . { أَن تَقُولَ نَفْسٌ } كراهة أن تقول وتنكير { نَفْسٌ } لأن القائل بعض الأنفس أو للتكثير كقول الأعشى : @ وَرُبَّ بَقِيعَ لَوْ هَتَفْتُ بِجَوِّه أَتَانِي كَرِيمٌ يَنْفُضُ الرَّأْسَ مُغْضبا @@ { يَا حَسْرَتِىٰ } وقرىء بالياء على الأصل . { عَلَىٰ مَا فَرَّطَتُ } بما قصرت . { فِى جَنبِ ٱللَّهِ } في جانبه أي في حقه وهو طاعته . قال سابق البربري : @ أَمَا تَتَّقِينَ الله فِي جَنْبٍ وَامِق لَهُ كبدٌ حَرّى عَلَيْكَ تَقَطَّع @@ وهو كناية فيها مبالغة كقوله : @ إِنَّ السَّمَاحَةَ وَالمُرُوءَةَ وَالنَّدَى فِي قُبَّةٍ ضُرِبَتْ عَلَى ابْنِ الحَشْرَجِ @@ وقيل ذاته على تقدير مضاف كالطاعة وقيل في قربه من قوله تعالى : { والصَّاحِب بالجنب } وقرىء « في ذكر الله » . { وَإِن كُنتُ لَمِنَ ٱلسَّـٰخِرِينَ } المستهزئين بأهله ومحل { إِن كُنتَ } نصب على الحال كأنه قال فرطت وأنا ساخر .