Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 39, Ayat: 66-69)
Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ بَلِ ٱللَّهَ فَٱعْبُدْ } رد لما أمروه به ولولا دلالة التقديم على الاختصاص لم يكن كذلك . { وَكُنْ مّنَ ٱلشَّـٰكِرِينَ } إنعامه عليك وفيه إشارة الى موجب الاختصاص . { وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ } ما قدروا عظمته في أنفسهم حق تعظيمه حيث جعلوا له شركاء ووصفوه بما لا يليق به ، وقرىء بالتشديد . { وَٱلأَرْضُ جَمِيعـاً قَبْضَـتُهُ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ وَٱلسَّمَـٰوٰتُ مَطْوِيَّـٰتٌ بِيَمِينِهِ } تنبيه على عظمته وحقارة الأفعال العظام التي تتحير فيها الأوهام بالإِضافة إلى قدرته ، ودلالة على أن تخريب العالم أهون شيء عليه على طريقة التمثيل والتخييل من غير اعتبار القبضة واليمين حقيقة ولا مجازاً كقولهم : شابت لمة الليل ، والقبضة المرة من القبض أطلقت بمعنى القبضة وهي المقدار المقبوض بالكف تسمية بالمصدر أو بتقدير ذات قبضة . وقرىء بالنصب على الظرف تشبيهاً للمؤقت بالمبهم ، وتأكيد { ٱلأَرْضِ } بالجميع لأن المراد بها الأرضون السبع أو جميع أبعاضها البادية والغائرة . وقرىء { مَطْوِيَّـٰتٌ } على أنها حال و { ٱلسَّمَـٰوَاتِ } معطوفة على { ٱلأَرْضِ } منظومة في حكمها . { سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ } ما أبعد وأعلى من هذه قدرته وعظمته عن إشراكهم ، أو ما يضاف إليه من الشركاء . { وَنُفِخَ فِى ٱلصُّورِ } يعني المرة الأولى . { فَصَعِقَ مَن فِى ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَمَن فِى ٱلأَرْضِ } خر ميتاً أو مغشياً عليه . { إِلاَّ مَن شَاءَ ٱللَّهُ } قيل جبريل ومكائيل وإسرافيل فإنهم يموتون بعد . وقيل حملة العرش . { ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَىٰ } نفخة أخرى وهي تدل على أن المراد بالأُولى ونفخ في الصور نفخة واحدة كما صرح به في مواضع ، وأخرى تحتمل النصب والرفع . { فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ } قائمون من قبورهم أو متوقفون ، وقرىء بالنصب على أن الخبر . { يُنظَرُونَ } وهو حال من ضميره والمعنى : يقلبون أبصارهم في الجوانب كالمبهوتين أو ينتظرون ما يفعل بهم . { وَأَشْرَقَتِ ٱلأَرْضُ بِنُورِ رَبّهَا } بما أقام فيها من العدل ، سماه « نور » لأنه يزين البقاع ويظهر الحقوق كما سمى الظلم ظلمة . وفي الحديث " الظلم ظلمات يوم القيامة " ولذلك أضاف اسمه إلى { ٱلأَرْضِ } أو بنور خلق فيها بلا واسطة أجسام مضيئة ولذلك أضافه الى نفسه . { وَوُضِعَ ٱلْكِتَـٰبُ } للحساب والجزاء من وضع المحاسب كتاب المحاسبة بين يديه ، أو صحائف الأعمال في أيدي العمال ، واكتفى باسم الجنس عن الجمع . وقيل اللوح المحفوظ يقابل به الصحائف { وَجِـىء بِٱلنَّبِيّيْنَ وَٱلشُّهَدَاء } الذين يشهدون للأمم وعليهم من الملائكة والمؤمنين ، وقيل المستشهدون . { وَقُضِىَ بَيْنَهُمْ } بين العباد . { بِٱلْحَقّ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } بنقص ثواب أو زيادة عقاب على ما جرى به الوعد .