Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 40, Ayat: 20-26)

Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يَعْلَمُ خَائِنَةَ ٱلأَعْيُنِ } النظرة الخائنة كالنظرة الثانية إلى غير المحرم واستراق النظر إليه ، أو خيانة الأعين . { وَمَا تُخْفِى ٱلصُّدُورُ } من الضمائر والجملة خبر خامس للدلالة على أنه ما من خفي إلا وهو متعلق العلم والجزاء { وَٱللَّهُ يَقْضِى بِٱلْحَقّ } لأنه المالك الحاكم على الإطلاق قلا يقضي بشيء إلا وهو حقه { وَٱلَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَقْضُونَ بِشَىْءٍ } تهكم بهم لأن الجماد لا يقال فيه إنه يقضي أو لا يقضي . وقرأ نافع وهشام بالتاء على الالتفات أو إضمار قل { إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْبَصِيرُ } تقرير لعلمه بـ { خَائِنَةَ ٱلأَعْيُنِ } وقضائه بالحق ووعيد لهم على ما يقولون ويفعلون ، وتعريض بحال ما { يَدْعُونَ مِن دُونِهِ } . { أَوَ لَمْ يَسِيروُاْ فِى ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ كَانُواْ مِن قَبْلِهِمْ } مآل حال الذين كذبوا الرسل قبلهم كعاد وثمود . { كَانُواْ هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً } قدرة وتمكناً ، وإنما جيء بالفصل وحقه أن يقع بين معرفتين لمضارعة أفعل من للمعرفة في امتناع دخول اللام عليه . وقرأ ابن عامر « أشد منكم » بالكاف . { وَءَاثَاراً فِى الأَرْضِ } مثل القلاع والمدائن الحصينة . وقيل المعنى وأكثر آثاراً كقوله : متقلداً سيفاً ورمحاً { فَأَخَذَهُمُ ٱللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُم مّنَ ٱللَّهِ مِن وَاقٍ } يمنع العذاب عنهم . { ذٰلِكَ } الأخذ . { بِأَنَّهُمْ كَانَت تَّأْتِيهِمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيّنَـٰتِ } بالمعجزات أو الأحكام الواضحة . { فَكَفَرُواْ فَأَخَذَهُمُ ٱللَّهُ إِنَّهُ قَوِىٌّ } متمكن مما يريده غاية التمكن . { شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } لا يؤبه بعقاب دون عقابه . { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِـئَايَـٰتِنَا } يعني المعجزات . { وَسُلْطَـٰنٍ مُّبِينٍ } وحجة قاهرة ظاهرة ، والعطف لتغاير الوصفين أو لإِفراد بعض المعجزات كالعصا تفخيماً لشأنه . { إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَهَـٰمَـٰنَ وَقَـارُونَ فَقَالُواْ سَـٰحِرٌ كَـذَّابٌ } يعنون موسى عليه الصلاة والسلام ، وفيه تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم وبيان لعاقبة من هو أشد الذين كانوا من قبلهم بطشاً وأقربهم زماناً . { فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِٱلْحَقّ مِنْ عِندِنَا قَالُواْ ٱقْتُلُواْ أَبْنَاءَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُ وَٱسْتَحْيُواْ نِسَاءَهُمْ } أي أعيدوا عليهم ما كنتم تفعلون بهم أولاً كي يصدوا عن مظاهرة موسى عليه السلام . { وَمَا كَـيْدُ ٱلْكَـٰفِرِينَ إِلاَّ فِى ضَلَـٰلٍ } في ضياع ، ووضع الظاهر فيه موضع الضمير لتعميم الحكم والدلالة على العلة . { وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَىٰ } كانوا يكفونه عن قتله ويقولون إنه ليس الذي تخافه بل هو ساحر ، ولو قتلته ظن أنك عجزت عن معارضته بالحجة وتعلله بذلك مع كونه سفاكاً في أهون شيء دليل على أنه تيقن أنه نبي فخاف من قتله ، أو ظن أنه لو حاوله لم يتيسر له ويؤيده قوله . { وَلْيَدْعُ رَبَّهُ } فإنه تجلد وعدم مبالاة بدعائه . { إِنّي أَخَافُ } إن لم أقتله . { أَن يُبَدّلَ دِينَكُـمْ } أن يغير ما أنتم عليه من عبادته وعبادة الأصنام لقوله تعالى : { وَيَذَرَكَ وَءَالِهَتَكَ } [ الأعراف : 127 ] { أَوْ أَن يُظْهِرَ فِى ٱلأَرْضِ ٱلْفَسَادَ } ما يفسد دنياكم من التحارب والتهارج إن لم يقدر أن يبطل دينكم بالكلية . وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر بالواو على معنى الجمع ، وابن كثير وابن عامر والكوفيون غير حفص بفتح الياء والهاء ورفع الفساد .