Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 42, Ayat: 31-40)
Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَمَا أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِى ٱلأَرْضِ } فائتين ما قضى عليكم من المصائب . { وَمَا لَكُم مّن دُونِ ٱللَّهِ مِن وَلِيّ } يحرصكم عنها . { وَلاَ نَصِيرٍ } يدفعها عنكم . { وَمِنْ ءَايَـٰتِهِ ٱلْجَوَارِ } السفن الجارية . { فِى ٱلْبَحْرِ كَٱلأَعْلَـٰمِ } كالجبال . قالت الخنساء : @ وَإِنَّ صَخْراً لَتَأْتَمُّ الهُدَاةُ بِه كَأَنَّهُ عَلَمٌ فِي رَأْسِهِ نَارٌ @@ { إِن يَشَأْ يُسْكِنِ ٱلرّيحَ } وقرىء « الرياح » . { فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَىٰ ظَهْرِهِ } فيبقين ثوابت على ظهر البحر . { إِنَّ فِى ذٰلِكَ لآيَـٰتٍ لّكُلّ صَبَّارٍ شَكُورٍ } لكل من وكل همته وحبس نفسه على النظر في آيات الله والتفكر في آلائه ، أو لكل مؤمن كامل الإِيمان فإن الإِيمان نصفان نصف صبر ونصف شكر . { أَوْ يُوبِقْهُنَّ } أو يهلكهن بإرسال الريح العاصفة المغرقة ، والمراد إهلاك أهلها لقوله تعالى : { بِمَا كَسَبُواْ } وأصله أو يرسلها فيوبقهن لأنه قسيم يسكن فاقتصر فيه على المقصود كما في قوله تعالى : { وَيَعْفُ عَن كَثِيرٍ } إذ المعنى أو يرسلها فيوبق ناساً بذنوبهم وينج ناساً على العفو منهم ، وقرىء « ويعفو » على الاستئناف . { وَيَعْلَمَ ٱلَّذِينَ يُجَـٰدِلُونَ فِى ءَايَـٰتِنَا } عطف على علة مقدرة مثل لينتقم منهم { وَيَعْلَمَ } ، أو على الجزاء ونصب نصب الواقع جواباً للأشياء الستة لأنه أيضاً غير واجب ، وقرأ نافع وابن عامر بالرفع على الاسئتناف ، وقرىء بالجزم عطفاً على { يعف } فيكون المعنى ويجمع بين إهلاك قوم وإنجاء قوم وتحذير آخرين . { مَا لَهُمْ مِّن مَّحِيصٍ } محيد من العذاب والجملة معلق عنها الفعل . { فَمَا أُوتِيتُمْ مّن شَىْءٍ فَمَتَـٰعُ ٱلْحَيَوٰةَ ٱلدُّنْيَا } تمتعون به مدة حياتكم . { وَمَا عِندَ ٱللَّهِ } من ثواب الآخرة . { خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَلَىٰ رَبّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } لخلوص نفعه ودوامه و { مَا } الأولى موصولة تضمنت معنى الشرط من حيث أن إيتاء ما أوتوا سبب للتمتع بها في الحياة الدنيا فجاءت الفاء في جوابها بخلاف الثانية . وعن علي رضي الله تعالى عنه : تصدق أبو بكر رضي الله تعالى عنه بماله كله فلامه جمع فنزلت . { وَٱلَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَـٰئِرَ ٱلإِثْمِ وَٱلْفَوٰحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُواْ هُمْ يَغْفِرُونَ } { وَٱلَّذِينَ } بما بعده عطف على { لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ } أو مدح منصوب أو مرفوع ، وبناء { يَغْفِرُونَ } على ضميرهم خبراً للدلالة على أنهم الأخصاء بالمغفرة حال الغضب ، وقرأ حمزة والكسائي « كبير الإِثم » . { وَٱلَّذِينَ ٱسْتَجَابُواْ لِرَبّهِمْ } نزلت في الأنصار دعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الإِيمان فاستجابوا له . { وَأَقَامُواْ ٱلصَّلوٰةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ } ذو شورى بينهم لا ينفردون برأي حتى يتشاوروا ويجتمعوا عليه ، وذلك من فرط تدبرهم وتيقظهم في الأمور ، وهي مصدر كالفتيا بمعنى التشاور . { وَمِمَّا رَزَقْنَـٰهُمْ يُنفِقُونَ } في سبيل الله الخير . { وَٱلَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ ٱلْبَغْىُ هُمْ يَنتَصِرُونَ } على ما جعله الله لهم كراهة التذلل ، وهو وصفهم بالشجاعة بعد وصفهم بسائر أمهات الفضائل وهو لا يخالف وصفهم بالغفران ، فإنه ينبىء عن عجز المغفور والانتصار عن مقاومة الخصم ، والحلم عن العاجز محمود وعن المتغلب مذموم لأنه إجراء وإغراء على البغي ، ثم عقب وصفهم بالانتصار للمنع عن التعدي . { وَجَزَاءُ سَيّئَةٍ سَيّئَةٌ مّثْلُهَا } وسمى الثانية { سَيّئَةٌ } للازدواج ، أو لأنها تسوء من تنزل به . { فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ } بينه وبين عدوه . { فَأَجْرُهُ عَلَى ٱللَّهِ } عدة مبهمة تدل على عظم الموعود . { إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلظَّـٰلِمِينَ } المبتدئين بالسيئة والمتجاوزين في الانتقام .