Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 43, Ayat: 22-30)
Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ بَلْ قَالُواْ إِنَّا وَجَدْنَا ءَابَاءنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ ءَاثَـٰرِهِم مُّهْتَدُونَ } أي لا حجة لهم على عقلية ولا نقلية ، وإنما جنحوا فيه إلى تقليد آبائهم الجهلة ، والـ { أُمَّةٍ } الطريقة التي تؤم كالراحلة للمرحول إليه ، وقرئت بالكسر وهي الحالة التي يكون عليها الأم أي القاصد ومنها الدين . { وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِى قَرْيَةٍ مّن نَّذِيرٍ إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا ءَابَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ ءَاثَٰرِهِم مُّقْتَدُونَ } تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم ودلالة على أن التقليد في نحو ذلك ضلال قديم ، وأن مقدميهم أيضاً لم يكن لهم سند منظور إليه ، وتخصيص المترفين إشعار بأن التنعم وحب البطالة صرفهم عن النظر إلى التقليد . { قُلْ أَوَلَوْ جِئْتُكُم بِأَهْدَىٰ مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ ءَابَاءَكُمْ } أي أتتبعون آبائكم ولو جئتكم بدين أهدى من دين آبائكم ، وهي حكاية أمر ماض أوحي إلى النذير ، أو خطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويؤيد الأول أنه قرأ ابن عامر وحفص { قَالَ } وقوله : { قَالُواْ إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَـٰفِرُونَ } أي وإن كان أهدى إقناطاً للنذير من أن ينظروا أو يتفكروا فيه . { فَٱنتَقَمْنَا مِنْهُمْ } بالاستئصال . { فَٱنظُرْ كَيْفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ ٱلْمُكَذّبِينَ } ولا تكترث بتكذيبهم . { وَإِذْ قَالَ إِبْرٰهِيمُ } واذكر وقت قوله هذا ليروا كيف تبرأ عن التقليد وتمسك بالدليل ، أو ليقلدوه إن لم يكن لهم بد من التقليد فإنه أشرف آبائهم . { لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِى بَرَاءٌ مّمَّا تَعْبُدُونَ } بريء من عبادتكم أو معبودكم ، مصدر نعت به ولذلك استوى فيه الواحد والمتعدد والمذكر والمؤنث ، وقرىء « بريء » و « براء » ككريم وكرام . { إِلاَّ ٱلَّذِى فَطَرَنِى } استثناء منقطع أو متصل على أن « ما » يعم أولي العلم وغيرهم ، وأنهم كانوا يعبدون الله والأصنام والأوثان ، أو صفة على أن « ما » موصوفة أي إنني بريء من آلهة تعبدونها غير الذي فطرني . { فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ } سيثبتني على الهداية ، أو سيهديني إلى ما وراء ما هداني إليه . { وَجَعَلَهَا } وجعل إبراهيم عليه الصلاة والسلام أو الله كلمة التوحيد . { كَلِمَةً بَـٰقِيَةً فِى عَقِبِهِ } في ذريته فيكون فيهم أبداً من يوحد الله ويدعو إلى توحيده ، وقرىء { كَلِمَةَ } و { فِى عَقِبِهِ } على التخفيف و « في عاقبه » أي فيمن عقبه . { لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } يرجع من أشرك بدعاء من وحد . { بَلْ مَتَّعْتُ هَـؤُلاَءِ وَءَابَاءَهُمْ } هَؤُلاَء المعاصرين للرسول صلى الله عليه وسلم من قريش وآباءهم بالمد في العمر والنعمة ، فاغتروا لذلك وانهمكوا في الشهوات . وقرىء « مَتَّعْتُ » بالفتح على أنه تعالى اعترض به على ذاته في قوله : { وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَـٰقِيَةً } مبالغة في تعييرهم . { حَتَّىٰ جَاءهُمُ ٱلْحَقُّ } دعوة التوحيد أو القرآن . { وَرَسُولٌ مُّبِينٌ } ظاهر الرسالة بما له من المعجزات ، أو { مُّبِينٌ } للتوحيد بالحجج والآيات . { وَلَمَّا جَاءَهُمُ ٱلْحَقُّ } لينبههم عن غفلتهم { قَالُواْ هَـٰذَا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كَـٰفِرُونَ } زادوا شرارة فضموا إلى شركهم معاندة الحق والاستخفاف به ، فسموا القرآن سحراً وكفروا به واستحقروا الرسول .