Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 43, Ayat: 41-51)
Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ } أي فإِن قبضناك قبل أن نبصرك عذابهم ، و « ما » مزيدة مؤكدة بمنزلة لام القسم في استجلاب النون المؤكدة { فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ } بعذاب في الدنيا والآخرة . { أَوْ نُرِيَنَّكَ ٱلَّذِى وَعَدْنَـٰهُمْ } أو إِن أردنا أن نريك ما وعدناهم من العذاب ، وقرأ يعقوب برواية رويس أو { نُرِيَنَّكَ } بإسكان النون وكذا { نَذْهَبَنَّ } . { فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُّقْتَدِرُونَ } لاَ يَفوتوننا . { فَٱسْتَمْسِكْ بِٱلَّذِى أُوحِىَ إِلَيْكَ } من الآيات والشرائع ، وقرىء « أُوحِىَ » على البناء للفاعل وهو الله تعالى . { إِنَّكَ عَلَىٰ صِرٰطٍ مُّسْتَقِيمٍ } لا عوج له . { وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ } لشرف لك . { وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْـئَلُونَ } أي عَنْهُ يوم القيامة وعن قيامكم بحقه . { وَاسْئلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا } أي واسأل أممهم وعلماء دينهم ، وقرأ ابن كثير والكسائي بتخفيف الهمزة . { أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ ءَالِهَةً يُعْبَدُونَ } هل حكمنا بعبادة الأوثان وهل جاءت في ملة من مللهم ، والمراد به الاستشهاد بإجماع الأنبياء على التوحيد والدلالة على أنه ليس بدع ابتدعه فيكذب ويعادي له ، فإنه كان أقوى ما حملهم على التكذيب والمخالفة . { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِـئَايَـٰتِنَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلإَِيْهِ فَقَالَ إِنّى رَسُولُ رَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ } يريد باقتصاصه تسلية رسول الله صلى الله عليه وسلم ومناقضة قولهم { لَوْلاَ نُزّلَ هَـٰذَا ٱلْقُرْءانُ عَلَىٰ رَجُلٍ مّنَ ٱلْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ } والاستشهاد بدعوة موسى عليه السلام إلى التوحيد ليتأملوا فيها . { فَلَمَّا جَاءَهُم بِـئَايَـٰتِنَا إِذَا هُم مِنْهَا يَضْحَكُونَ } فَاجَئوا وقت ضحكهم منها ، أو استهزؤوا بها أول ما رأوها ولم يتأملوا فيها . { وَمَا نُرِيِهِم مّنْ ءايَةٍ إِلاَّ هِىَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا } إلا هي بالغة أقصى درجات الإِعجاز بحيث يحسب الناظر فيها أنها أكبر مما يقاس إليها من الآيات ، والمراد وصف الكل بالكبر كقولك : رأيت رجالاً بعضهم أفضل من بعض ، وكقوله : @ مَنْ تَلْقَ مِنْهُمْ تَقُلْ لاَقَيْتُ سَيِّدَهُم مِثْلُ النُّجُومِ الَّتي يَسْرِي بِهَا السَّارِي @@ أو { إِلا } وهي مختصة بنوع من الاعجاز مفضلة على غيرها بذلك الاعتبار . { وَأَخَذْنَـٰهُم بِٱلْعَذَابِ } كالسنين والطوفان والجراد . { لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } على وجه يرجى رجوعهم . { وَقَالُواْ يَآ أَيُّهَ ٱلسَّاحِرُ } نادوه بذلك في تلك الحال لشدة شكيمتهم وفرط حماقتهم ، أو لأنهم كانوا يسمون العالم الماهر ساحراً . وقرأ ابن عامر بضم الهاء { ٱدْعُ لَنَا رَبَّكَ } فيكشف عنا العذاب . { بِمَا عَهِدَ عِندَكَ } بعهده عندك من النبوة ، أو من أن يستجيب دعوتك ، أو أن يكشف العذاب عمن اهتدى ، أو { بِمَا عَهِدَ عِندَكَ } فوفيت به وهو الإِيمان والطاعة . { إِنَّنَا لَمُهْتَدُونَ } . { فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ ٱلْعَذَابَ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ } فاجئوا نكث عهدهم بالاهتداء . { وَنَادَىٰ فِرْعَوْنُ } بنفسه أو بمناديه . { فِى قَوْمِهِ } في مجمعهم أو فيما بينهم بعد كشف العذاب عنهم مخافة أن يؤمن بعضهم . { قَالَ يَـا قَوْمِ أَلَيْسَ لِى مُلْكُ مِصْرَ وَهَـٰذِهِ ٱلأَنْهَـٰرُ } أنهار النيل ومعظمها أربعة أنهر : نهر الملك ، ونهر طولون ، ونهر دمياط ، ونهر تنيس . { تَجْرِى مِن تَحْتِى } تحت قصري أو أمري ، أو بين يدي في جناني والواو إما عاطفة لهذه { ٱلأَنْهَـٰرَ } على الملك و { تَجْرِى } حال منها . أو واو حال وهذه مبتدأ و { ٱلأَنْهَـٰرَ } صفتها و { تَجْرِى } خبرها . { أَفلاَ تُبْصِرُونَ } ذلك .