Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 54, Ayat: 11-23)

Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَفَتَحْنَا أَبْوٰبَ ٱلسَّمَاءِ بِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ } منصب ، وهو مبالغة وتمثيل لكثرة الأمطار وشدة انصابها ، وقرأ ابن عامر ويعقوب ففتحنا بالتشديد لكثرة الأبواب . { وَفَجَّرْنَا ٱلأَرْضَ عُيُوناً } وجعلنا الأرض كلها كأنها عيون متفجرة ، وأصله وفجرنا عيون الأرض فغير للمبالغة . { فَالْتَقَى ٱلمَاءُ } ماء السماء وماء الأرض ، وقرىء « الماءان » لاختلاف النوعين « الماوان » بقلب الهزة واواً . { عَلَىٰ أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ } على حال قدرها الله تعالى في الأزل من غير تفاوت ، أو على حال قدرت وسويت وهو أن قدر ما أنزل على قدر ما أخرج ، أو على أمر قدره الله تعالى وهو هلاك قوم نوح بالطوفان . { وَحَمَلْنَاهُ عَلَىٰ ذَاتِ أَلْوٰحٍ } ذات أخشاب عريضة . { وَدُسُرٍ } ومسامير جمع دسار من الدسر ، وهو الدفع الشديد وهي صفة للسفينة أقيمت مقامها من حيث أنها كالشرح لها تؤدي مؤداها . { تَجْرِى بِأَعْيُنِنَا } بمرأى منا أي محفوظة بحفظنا . { جَزَاءً لّمَن كَانَ كُفِرَ } أي فعلنا ذلك جزاء لنوح لأنه نعمة كفروها ، فإن كل نبي نعمة من الله تعالى ورحمة على أمته ، ويجوز أن يكون على حذف الجار وإيصال الفعل إلى الضمير ، وقرىء « لِمَنْ كُفِرَ » أي للكافرين . { وَلَقَدْ تَّرَكْنَـٰهَا } أي السفينة أو الفعلة . { ءايَةً } يعتبر بها إذ شاع خبرها واشتهر . { فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } معتبر ، وقرىء « مذتكر » على الأصل ، و « مذكر » بقلب التاء ذالاً والإِدغام فيها . { فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِى وَنُذُرِ } استفهام تعظيم ووعيد ، والنذر يحتمل المصدر والجمع . { وَلَقَدْ يَسَّرْنَا ٱلْقُرْءانَ } سهلناه أو هيأناه من يسر ناقته للسفر إذا رحلها . { لِلذّكْرِ } للادكار والاتعاظ بأن صرفنا فيه أنواع المواعظ والعبر ، أو للحفظ بالاختصار وعذوبة اللفظ . { فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } متعظ . { كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِى وَنُذُرِ } وإنذاري أتى لهم بالعذاب قبل نزوله ، أو لمن بعدهم في تعذيبهم . { إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً } بارداً أو شديد الصوت . { فِى يَوْمِ نَحْسٍ } شؤم . { مُّسْتَمِرٌّ } أي استمر شؤمه ، أو استمر عليهم حتى أهلكهم ، أو على جميعهم كبيرهم وصغيرهم فلم يبق منهم أحداً ، أو اشتد مرارته وكان يوم الاربعاء آخر الشهر . { تَنزِعُ ٱلنَّاسَ } تقلعهم ، روي أنهم دخلوا في الشعاب والحفر وتمسك بعضهم ببعض فنزعتهم الريح منها وصرعتهم موتى . { كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ } أصول نخل منقلع عن مغارسه ساقط على الأرض . وقيل شبهوا بالاعجاز لأن الريح طيرت رؤوسهم وطرحت أجسادهم ، وتذكير { مُّنقَعِرٍ } للحمل على اللفظ ، والتأنيث في قوله { أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ } للمعنى . { فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِى وَنُذُرِ } كرره للتهويل . وقيل الأول لما حاق بهم في الدنيا ، والثاني لما يحيق بهم في الآخرة كما قال أيضاً في قصتهم { لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ ٱلْخِزْيِ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَلَعَذَابُ ٱلآخِرَةِ أَخْزَىٰ } [ فصلت : 16 ] { وَلَقَدْ يَسَّرْنَا ٱلْقُرْءانَ لِلذّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِٱلنُّذُرِ } بالإِنذارات والمواعظ ، أو الرسل .