Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 55, Ayat: 13-24)
Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَبِأَىّ ءَالاءِ رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ } الخطاب للثقلين المدلول عليهما بقوله : { لِلأَنَامِ } وقوله : { أَيُّهَا ٱلثَّقَلاَنِ } . { خَلَقَ ٱلإِنسَـٰنَ مِن صَلْصَـٰلٍ كَٱلْفَخَّارِ } الصلصال الطين اليابس الذي له صلصلة ، والفخار الخزف وقد خلق الله آدم من تراب جعله طيناً ثم حمأ مسنوناً ، ثم صلصالاً فلا يخالف ذلك قوله خلقه من تراب ونحوه . { وَخَلَقَ ٱلْجَانَّ } الجن أو أبا الجن . { مِن مَّارِجٍ } من صاف من الدخان . { مّن نَّارٍ } بيان لـ { مَّارِجٍ } فإنه في الأصل للمضطرب من مرج إذ اضطرب . { فَبِأَىّ ءَالاءِ رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ } مما أفاض عليكما في أطوار خلقتكما حتى صيركما أفضل المركبات وخلاصة الكائنات . { رَبُّ ٱلْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ ٱلْمَغْرِبَيْنِ } مشرقي الشتاء والصيف ومغربيهما . { فَبِأَىّ ءَالاءِ رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ } مما في ذلك من الفوائد التي لا تحصى ، كاعتدال الهواء واختلاف الفصول وحدوث ما يناسب كل فصل فيه إلى غير ذلك . { مَرَجَ ٱلْبَحْرَيْنِ } أرسلهما من مرجت الدابة إذا أرسلتها ، والمعنى أرسل البحر الملح والبحر العذب . { يَلْتَقِيَانِ } يتجاوران ويتماس سطوحهما ، أو بحري فارس والروم يلتقيان في المحيط لأنهما خليجان يتشعبان منه . { بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ } حاجز من قدرة الله تعالى أو من الأرض . { لاَّ يَبْغِيَانِ } لا يبغي أحدهما على الآخر بالممازجة وإبطال الخاصية ، أو لا يتجاوزان حديهما بإغراق ما بينهما . { فَبِأَىّ ءَالاءِ رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ يَخْرُجُ مِنْهُمَا الُّلؤْلُؤُ وَالمَرْجَانِ } كبار الدر وصغاره ، وقيل المرجان الخرز الأحمر ، وإن صح أن الدر يخرج من الملح فعلى الأول إنما قال منهما لأنه مخرج من مجتمع الملح والعذب ، أو لأنهما لما اجتمعا صارا كالشيء الواحد فكأن المخرج من أحدهما كالمخرج منهما . وقرأ نافع وأبو عمرو ويعقوب { يَخْرُجُ } ، وقرىء « نُخْرِجُ » و « يَخْرُجُ » بنصب { الُّلؤْلُؤُ وَالمَرْجَانُ } . { فَبِأَىّ ءَالاءِ رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ وَلَهُ ٱلْجَوَارِ } أي السفن جمع جارية ، وقرىء بحذف الياء ورفع الراء كقوله : @ لَهَا ثَنَايَا أَرْبَعٌ حِسَانٌ وَأَرْبَعٌ فَكُلُهَا ثَمَانٍ . @@ { المُنْشَآتُ } المرفوعات الشرع ، أو المصنوعات وقرأ حمزة وأبو بكر بكسر الشين أي الرافعات الشرع ، أو اللاتي ينشئن الأمواج أو السير . { فِى ٱلْبَحْرِ كَٱلأَعْلَـٰمِ } كالجبال جمع علم وهو الجبل الطويل .