Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 34-37)

Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فاستجاب له ربُّه فصرف عنه كيدهنَّ } حتى لم يقع في شيءٍ ممَّا يطالبنه به { إنَّه هو السميع } لدعائه { العليم } بما يخاف من الإثم . { ثم بدا لهم } للعزيز وأصحابه { من بعد ما رأوا الآيات } آيات براءة يوسف { ليسجننه حتى حين } وذلك أنَّ المرأة قالت : إنَّ هذا العبد فضحني في النَّاس يُخبرهم أنِّي راودته عن نفسه ، فاحبسه حتى تنقطع هذه المقالة ، فذلك قوله : { حتى حين } أَيْ : إلى انقطاع اللائمة . { ودخل معه السجن فتيان } غلامان للملك الأكبر ، رُفع إليه أنَّ صاحب طعامه يريد أن يَسُمَّه ، وصاحب شرابه مَالأَهُ على ذلك ، فأدخلهما السِّجن ، ورأيا يوسف يُعبِّر الرُّؤيا ، فقالا : لنجرِّب هذا العبد العبرانيّ ، فتحالما من غير أن يكونا رأيا شيئاً ، وهو قوله { قال أحدهما } وهو السَّاقي { إني أراني أعصر خمراً } أَيْ : عنباً ، وقال صاحب الطَّعام : { إني أراني أحمل فوق رأسي خبزاً } رأيتُ كأنَّ فوقَ رأسي خبزاً { تأكل الطير منه } فإذا سباعُ الطير يَنْهَشْنَ منه { نبئنا بتأويله } أَيْ : خبرنا بتفسير الرُّؤيا { إنا نراك من المحسنين } تُؤثر الإِحسان ، وتأتي جميل الأفعال ، فعدلَ يوسف عليه السَّلام عن جواب مسألتهما ، ودَلَّهما أولاً على أنَّه عالمٌ بتفسير الرُّؤيا فقال : { لا يأتيكما طعام ترزقانه } تأكلان منه في منامكما { إلاَّ نبأتكما بتأويله } في اليقظة { قبل أن يأتيكما } التَّأويل { ذٰلكما مما علمني ربّي } أَيْ : لست أخبركما على جهة التَّكهُّن والتَّنجُّم ، إنَّما ذلك بوحي من الله عزَّ وجلَّ وعلمٍ ، ثمَّ أخبر عن إيمانه واجتنابه الكفر بباقي الآية .