Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 38-46)
Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ما كان لنا أنْ نشرك بالله من شيء } يريد : إنَّ الله سبحانه عصمنا من أن نشرك به { ذٰلك من فضل الله علينا } أَيْ : اتِّباعنا للإِيمان بتوفيق الله تعالى وتفضُّله علينا { وعلى الناس } وعلى مَنْ عصمه الله من الشِّرك حتى اتَّبع دينه { ولكنَّ أكثر الناس لا يشكرون } نعمة الله بتوحيده ، والإِيمان برسله ، ثمَّ دعاهما إلى الإِيمان ، فقال : { يا صاحبي السجن } يعني : يا ساكنيه : { أأرباب متفرِّقون } يعني : الأصنام { خير } أعظم في صفة المدح { أم الله الواحد القهار } الذي يقهر كلَّ شيءٍ . { ما تعبدون من دونه } أنتما ومَنْ على مثل حالكما من دون الله { إلاَّ أسماءً } لا معانيَ وراءها { سميتموها أنتم } ، { إن الحكم إلاَّ لله } ما الفصلُ بالأمر والنَّهي إلاَّ لله { ذلك الدين القيم } المستقيم { ولكنَّ أكثر الناس لا يعلمون } ما للمطيعين من الثَّواب ، وللعاصين من العقاب ، ثمَّ ذكر تأويل رؤياهما بقوله : { يا صاحبي السجن أمَّا أحدكما فيسقي ربَّه خمراً ، وأمَّا الآخر فيصلب فتأكل الطير من رأسه } فقالا : ما رأينا شيئاً ، فقال : { قُضِيَ الأمر الذي فيه تستفتيان } يعني : سيقع بكما ما عبَّرت لكما ، صدقْتُما أم كذبتما . { وقال } يوسف { للذي ظنَّ } علم { إنَّه ناج منهما } وهو السَّاقي : { اذكرني عند ربك } عند الملك صاحبك ، وقل له : إنَّ في السِّجن غلاماً محبوساً ظلماً { فأنساه الشيطان ذكر ربه } أنسى الشَّيطان يوسف الاستغاثة بربِّه ، وأوقع في قلبه الاستغاثة بالملك ، فعوقب بأن { لبث في السجن بضع سنين } سبع سنين ، فلمَّا دنا فرجه وأراد الله خلاصه رأى الملك رؤيا ، وهو قوله : { وقال الملك إني أرى … } الآية . فلمَّا استفتاهم فيها . { قالوا أضغاث أحلام } أحلامٌ مختلطةٌ لا تأويل لها عندنا { وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين } أقرُّوا بالعجز عن تأويلها . { وقال الذي نجا منهما } وهو السَّاقي { وادَّكر بعد أمةٍ } وتذكَّر أمر يوسف بعد حين من الدَّهر : { أنا أنبئكم بتأويله فأرسلون } فأُرسل ، فأتى يوسف فقال : { يوسفُ } أَيْ : يا يوسف { أيها الصديق } الكثير الصِّدق ، وقوله : { لعلي أرجع إلى الناس } يعني : أصحاب الملك { لعلهم يعلمون } تأويل رؤيا الملك من جهتك .