Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 77-83)
Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ سنة من قد أرسلنا قبلك … } الآية . يقول : لم نرسل قبلك رسولاً فأخرجه قومه إلاَّ أهلكوا . { ولا تجد لسنتنا تحويلاً } لا خُلف لسنَّتي ، ولا يقدر أحدٌ أن يقلبها . { أقم الصلاة } أَيْ : أدمها { لدلوك الشمس } من وقت زوالها { إلى غسق الليل } إقباله بظلامه ، فيدخل في هذا صلاة الظُّهر والعصر والعشاءين { وقرآن الفجر } يعني : صلاة الفجر ، سمَّاها قرآناً لأنَّ الصَّلاة لا تصحُّ إلاَّ بقراءة القرآن . { إنَّ قرآن الفجر كان مشهوداً } تشهده ملائكة اللَّيل وملائكة النَّهار . { ومن الليل فتهجد } فصلِّ { به } بالقرآن { نافلة لك } زيادةً لك في الدَّرجات ؛ لأنه غُفر له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخَّر ، فما عمل من عملٍ سوى المكتوبة فهو نافلةٌ لك ، من أجل أنَّه لا يعمل ذلك في كفَّارة الذُّنوب { عسى أن يبعثك ربك } " عسى " من الله واجبٌ ، ومعنى يبعثك ربُّك : يقيمك ربُّك في مقامٍ محمودٍ ، وهو مقام الشَّفاعة يحمده فيه الخلق . { وقل ربِّ أدخلني } لمَّا أُمر النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بالهجرة أُنزلت عليه هذه الآية ، ومعناها : أدخلني المدينة إدخال صدق ، أَيْ : إدخالاً حسناً لا أرى فيه ما أكره { وأخرجني } من مكة إخراج صدق لا ألتفت إليها بقلبي { واجعل لي من لَدُنْكَ سلطاناً نصيراً } قوَّة القدرة والحجَّة حتى أُقيم بهما دينك . { وقل جاء الحق } الإِسلام { وزهق الباطل } واضمحلَّ الشِّرك { إن الباطل } الشِّرك { كان زهوقاً } مضمحلاً زائلاً . أُمر النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن يقول هذا عند دخول مكَّة يوم الفتح . { وننزل من القرآن } أَيْ : من الجنس الذي هو القرآن { ما هو شفاء } من كلِّ داءٍ ؛ لأنَّ الله تعالى يدفع به كثيراً من المكاره { ورحمةٌ للمؤمنين } ثوابٌ لا انقطاع له في تلاوته { ولا يزيد } القرآن { الظالمين } المشركين { إلاَّ خساراً } لأنَّهم يكفرون به ولا ينتفعون بمواعظه . { وإذا أنعمنا على الإِنسان } يريد : الوليد بن المغيرة { أعرض } عن الدُّعاء والابتهال ، فلا يبتهل كابتهاله في البلاء والمحنة { ونأى بجانبه } بَعُد بنفسه عن القيام بحقوق نعم الله تعالى { وإذا مسه الشر } أصابه المرض والفقر { كان يؤساً } يائساً عن الخير ومن رحمة الله سبحانه ؛ لأنَّه لا يثق بفضل الله تعالى على عباده .