Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 253-255)
Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ تلك الرسل } أَيْ : جماعة الرُّسل { فضلنا بعضهم على بعض } أَيْ : لم نجعلهم سواءً في الفضيلة وإن استووا في القيام بالرِّسالة { منهم مَنْ كلَّم الله } وهو موسى عليه السَّلام { ورفع بعضهم درجات } يعني محمداً صلى الله عليه وسلم أُرسل إلى النَّاس كافَّةً { وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس } مضى تفسيره ، { ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم } أَيْ : من بعد الرُّسل { من بعد ما جاءتهم البينات } من بعد ما وضحت لهم البراهين { ولكن اختلفوا فمنهم مَنْ آمن } ثبت على إيمانه { ومنهم مَنْ كفر } كالنَّصارى بعد المسيح اختلفوا فصاروا فِرقاً ، ثمَّ تحاربوا { ولو شاء الله ما اقتتلوا } كرَّر ذكر المشيئة باقتتالهم تكذيباً لمن زعم أنَّهم فعلوا ذلك من عند أنفسهم ، لم يجرِ به قضاءٌ من الله { ولكنَّ الله يفعل ما يريد } فيوفِّقُ مَنْ يشاء فضلاً ، ويخذل من يشاء عدلاً . { يا أيها الذين آمنوا أنفقوا ممَّا رزقناكم } أَي : الزَّكاة المفروضة ، وقيل : أراد النَّفقة في الجهاد { من قبل أن يأتي يومٌ لا بيع فيه } يعني : يوم القيامة . يعني : لا يؤخذ في ذلك اليوم بدَلٌ ولا فداءٌ { ولا خلة } ولا صداقةٌ { ولا شفاعة } عمَّ نفي الشَّفاعة لأنَّه عنى الكافرين بأنَّ هذه الأشياء لا تنفعهم ، ألا ترى أنَّه قال : { والكافرون هم الظالمون } أَيْ : هم الذين وضعوا أمر الله في غير موضعه . { الله لا إله إلاَّ هو الحي } الدَّائم البقاء { القيوم } القائم بتدبير أمر الخلق في إنشائهم وأرزاقهم { لا تأخذه سنة } وهي أوَّل النُّعاس { ولا نوم } وهو الغشية الثَّقيلة { له ما في السموات وما في الأرض } مِلكاً وخلقاً { مَنْ ذا الذي يشفع عنده إلاَّ بإذنه } أَيْ : لا يشفع عنده أحدٌ إلاَّ بأمره ، إبطالاً لزعم الكفَّار أنَّ الأصنام تشفع لهم { يعلم ما بين أيديهم } من أمر الدُّنيا { وما خلفهم } من أمر الآخرة . { ولا يحيطون بشيء من علمه } أَيْ : لا يعلمون شيئاً من معلوم الله تعالى : { إلاَّ بما شاء } إلاَّ بما أنبأ الله به الأنبياء وأطلعهم عليه { وسع كرسيه السموات والأرض } أي : احتملهما وأطاقهما . يعني : ملكه وسلطانه . وقيل : هو الكرسيُّ بعينه ، وهو مشتمل بعظمته على السَّموات والأرض . وروي عن ابن عباس أنَّ كرسيه علمه . { ولا يَؤُوْدُهُ } أَيْ : لا يُجهده ولا يُثقله { حفظهما } أَيْ : حفظ السَّموات والأرض { وهو العليُّ } بالقدرة ونفوذ السُّلطان عن الأشباه والأمثال { العظيم } عظيم الشَّأن .