Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 256-258)

Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ لا إكراه في الدِّين } بعد إسلام العرب ؛ لأنهم أُكرهوا على الإِسلام فلم يُقبل منهم الجزية ؛ لأنَّهم كانوا مشركين ، فلمَّا أسلموا أنزل الله تعالى هذه الآية . { قد تبين الرشد من الغي } ظهر الإِيمان من الكفر ، والهدى من الضَّلالة بكثرة الحجج { فمن يكفر بالطاغوت } بالشَّيطان والأصنام { ويؤمن بالله } واليوم الآخر { فقد استمسك } أَيْ : تمسَّك { بالعروة الوثقى } عقد لنفسه عقداً وثيقاً ، وهو الإِيمان وكلمة الشَّهادتين { لا انفصام لها } أي : لا انقطاع لها { والله سميع } لدعائك يا محمَّدُ أيَّايَ بإسلام أهل الكتاب ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبُّ إسلام أهل الكتاب الذين حول المدينة ، ويسأل الله ذلك { عليم } بحرصك واجتهادك . { والله وليُّ الذين آمنوا } أَيْ : ناصرهم ومتولِّي أمورهم { يخرجهم من الظلمات } من الكفر والضَّلالة إلى الإِيمان والهداية { والذين كفروا } أي : اليهود { أولياؤهم الطاغوت } يعني : رؤساءهم كعب بن الأشرف وحُيي بن أخطب { يخرجونهم من النور } يعني : ممَّا كانوا عليه من الإِيمان بمحمدٍ عليه السَّلام قبل بعثه { إلى الظلمات } إلى الكفر به بعد بعثه . { ألم تر إلى الذي حاجَّ } جادل وخاصم { إبراهيم في ربه } حين قال له : مَنْ ربُّك ؟ { أن آتاه الله الملك } أي : الملك الذي آتاه الله . يريد : بطرُ الملك حمله على ذلك ، وهو نمروذ بن كنعان { إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت } فقال عدو الله : { أنا أحيي وأميت } فعارضه بالاشتراك في العبارة من غير فعل حياةٍ ولا موتٍ ، فلما لبَّس في الحجَّة بأنْ قال : أنا أفعل ذلك احتجَّ إبراهيم عليه بحجَّةٍ لا يمكنه فيها أن يقول : أنا أفعل ذلك ، وهو قوله : { قال إبراهيم فإنَّ الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر } أي : انقطع وسكت .