Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 15-19)
Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ واللاتي يأتين الفاحشة } يفعلن الزِّنا { فاستشهدوا عليهنَّ أربعة منكم } أَيْ : من المسلمين { فإن شهدوا } عليهنَّ بالزِّنا { فأمسكوهنَّ } فاحبسوهنَّ { في البيوت } في السُّجون ، وهذا كان في أوَّل الإِسلام ، إذا كان الزَّانيان ثَيِّبين حُبسا ومُنعا من مخالطة النَّاس ، ثمَّ نُسخ ذلك بالرَّجم ، وهو قوله : { أو يجعل الله لهنَّ سبيلاً } وهو سبيلهنَّ الذي جعله الله لهنَّ . { واللذان يأتيانها } أَي : البكرين يزنيان ويأتيان الفاحشة { فآذوهما } بالتَّعنيف والتَّوبيخ ، وهو أنْ يقال لهما : انتهكتما حرمات الله ، وعصيتماه واستوجبتما عقابه . { فإن تابا } من الفاحشة { وأصلحا } العمل فيما بعد فاتركوا أذاهما ، وهذا كان في ابتداء الإِسلام ، ثمَّ نسخه قوله : { الزَّانية والزَّاني فاجلدوا كلَّ واحدٍ … } الآية . { إنما التوبةُ على الله } أَي : إنما التوبة التي أوجب الله على نفسه بفضله قَبولَها { للذين يعملون السوء بجهالة } أي : إنّ ذنبَ المؤمن جهلٌ منه ، والمعاصي كلُّها جهالة ، ومَنْ عصى ربَّه فهو جاهل { ثم يتوبون من قريب } أَيْ : من قبل الموت ولو بِفُواق ناقة { فأولئك يتوب الله عليهم } يعود عليهم بالرحمة { وكان اللَّهُ عليماً حكيماً } علم ما في قلوب المؤمنين من التصديق ، فحكم لهم بالتوبة قبل الموت بقدر فُواق ناقة . { وليست التوبة للذين يعملون السيئات } أَي : المشركين والمنافقين { ولا الذين يموتون وهم كفار } يعني : ولا توبة لهؤلاء إذا ماتوا على كفرهم ؛ لأنَّ التَّوبة لا تُقبل في الآخرة . { أولئك أعتدنا } أَيْ : هيَّأنا وأعددنا . { يا أيها الذين آمنوا لا يحلُّ لكم … } الآية . كان الرَّجل إذا ماتَ ورث قريبُه من عصبته امرأتَه ، وصار أحقَّ بها من غيره ، فأبطل الله ذلك ، وأعلم أنَّ الرَّجل لا يرث المرأة من الميت ، وقوله : { أن ترثوا النساء كرهاً } يريد : عين النِّساء كرهاً ، أَيْ : [ نكاح النساء ] وهنَّ كارهاتٌ { ولا تعضلوهنَّ لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن } كان الرَّجل يمسك المرأة وليس له فيها حاجةٌ إضراراً بها حتى تفتدي بمهرها ، فَنُهوا عن ذلك ، ثمَّ استثنى فقال : { إلاَّ أن يأتين بفاحشة مبينة } أيْ : الزِّنا ، فإذا رأى الرَّجل من امرأته فاحشةً فلا بأس أن يضارَّها حتى تختلع منه { وعاشروهنَّ بالمعروف } أَيْ : بما يجب لهنَّ من الحقوق ، وهذا قبل أن يأتين الفاحشة { فإن كرهتموهن … } الآية . أَيْ : فيما كرهتم ممَّا هو لله رضى خيرٌ كثيرٌ وثوابٌ عظيمٌ ، والخير الكثير في المرأة المكروهة أن يرزقه الله منها ولداً صالحاً .