Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 25-30)

Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ومَنْ لم يستطع منكم طولاً } أَيْ : قدرةً وغنىً { أن ينكح المحصنات } الحرائر { المؤمنات فمن مّا ملكت أيمانكم } أَيْ : فليتزوَّج ممَّا ملكت أيمانكم . يعني : جارية غيره { من فتياتكم } أَيْ : مملوكاتكم { المؤمنات والله أعلم بإيمانكم } أَي : اعملوا على الظَّاهر في الإِيمان ؛ فإنَّكم مُتعبَّدون بما ظهر ، والله يتولَّى السَّرائر { بعضكم من بعض } أَيْ : دينكم واحدٌ ، فأنتم متساوون من هذه الجهة ، فمتى وقع لأحدكم الضَّرورة جاز له تزوُّج الأَمَة { فانكحوهنَّ بإذن أهلهن } أَي : اخطبوهنَّ إلى ساداتهنَّ { وآتوهنَّ أجورهنَّ } مهورهنَّ { بالمعروف } من غير مطلٍ وضرارٍ { محصنات } عفائفَ { غير مسافحات } غير زوانٍ علانيةً { ولا متخذات أخذان } زوانٍ سرَّاً { فإذا أُحصن } تزوَّجن { فإن أتين بفاحشة } بزنا { فعليهنَّ نصف ما على المحصنات } الأبكار الحرائر { من العذاب } أَي : الحدِّ . { ذٰلك } أَيْ : ذلك النِّكاح نكاح الأَمَة { لمن خشي العنت منكم } أَيْ : خاف أن تحمله شدَّة الغِلمة على الزِّنا ، فيلقى العنت ، أَي : الحدَّ في الدُّنيا ، والعذاب في الآخرة . أَباحَ الله نكاح الأمَة بشرطين : أحدهما : عدم الطَّول ، الثاني : خوف العَنَت . ثمَّ قال : { وأن تصبروا } أَيْ : عن نكاح الإِماء { خيرٌ لكم } لئلا يصير الولد عبداً . { يريدُ الله ليبيِّن لكم } شرائع دينكم ، ومصالح أمركم { ويهديكم سنن الذين من قبلكم } دين إبراهيم وإسماعيل عليهما السَّلام ، وهو دين الحنيفيَّة { ويتوب عليكم } يرجع بكم عن معصيته التي كنتم عليها إلى طاعته . { واللَّهُ يريد أن يتوب عليكم } أَيْ : يُخرجكم من كلِّ ما يكره إلى ما يحبُّ ويرضى ، { ويريد الذين يتبعون الشهوات } وهم الزُّناة وأهل الباطل في دينهم { أن تميلوا } عن الحقِّ وقصد السِّبيل بالمعصية { ميلاً عظيماً } فتكونوا مثلَهم . { يريد الله أن يخفف عنكم } في كلِّ أحكام الشَّرع { وخلق الإِنسان ضعيفاً } يضعف من الصَّبر عن النِّساء . { يا أَيُّها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل } وهو كلُّ ما لا يحلُّ في الشَّرع ، كالرِّبا ، والغصب ، والقمار ، والسَّرقة ، والخيانة { إلاَّ أن تكون تجارةً } لكن إن كانت تجارة { عن تراضٍ منكم } برضى البَيِّعْين فهو حلال { ولا تقتلوا أنفسكم } لا يقتل بعضكم بعضاً . { ومَنْ يفعل ذلك } أَيْ : أكل المال بالباطل وقتل النَّفس { عدواناً } وهو أن يعدوَ ما أُمر به { وظُلماً فسوف نصليه } أَيْ : نُدخله ناراً { وكان ذلك على الله يسيراً } أَيْ : هو قادر على ذلك ، ولا يتعذَّر عليه .