Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 31-35)

Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه } وهي كلُّ ذنبٍ ختمه اللَّهُ بنارٍ ، أو غضبٍ ، أو لعنةٍ ، أو عذابٍ ، أو وعيدٍ في القرآن { نكفر عنكم سيئاتكم } التي هي دون الكبائر بالصَّلوات الخمس { وندخلكم مدخلاً كريماً } أَيْ : الجنَّة . { ولا تتمنوا ما فضَّل الله به بعضكم على بعض … } الآية . قالت أمُّ سلمة : يا رسول الله ، ليتنا كنَّا رجالاً ، فجاهدنا وغزونا ، وكان لنا مثل أجر الرِّجال ، فنزلت هذه الآية . { للرجال نصيب } ثواب { مما اكتسبوا } من الجهاد { وللنساء نصيبٌ } [ ثوابٌ ] { ممَّا اكتسبن } من حفظ فروجهنَّ وطاعة أزواجهنَّ { واسألوا الله من فضله } إن احتجتم إلى مَا لِغَيركم فيعطيكم من فضله . { ولكلٍّ } أَيْ : ولكلِّ شخصٍ من الرِّجال والنِّساء { جعلنا موالي } عصبة وورثة { ممَّا ترك الوالدان والأقربون } أَيْ : ممَّن تركهم والداه وأقربوه ، أَيْ : تشعَّبت العصبة والورثة عن الوالدين والأقربين ، ثمَّ ابتدأ فقال : { والذين عقدت أيمانكم } وهم الحلفاء ، أَيْ : عاقدت حلفَهم أيمانُكم ، وهي جمع يمين من القَسَم ، وكان الرَّجل في الجاهليَّة يعاقد الرَّجل ، ويقول له : دمي دمُّك ، وحربي حربُك ، وسلمي سلمُك ، فلمَّا قام الإِسلام جعل للحليف السُّدس ، وهو قوله : { فآتوهم نصيبهم } ثمَّ نسخ ذلك بقوله : { وأولوا الأرحام بعضُهم أولى ببعضٍ في كتاب الله } { إنَّ الله كان على كلّ شيء شهيداً } أَيْ : لم يغب عنه علم ما خلق . { الرجال قوَّامون على النساء } على تأديبهنَّ والأخذ فوق أيديهنَّ { بما فضَّل الله } الرِّجال على النِّساء بالعلم ، والعقل ، والقوَّة في التَّصرف ، والجهاد ، والشَّهادة ، والميراث { وبما أنفقوا } عليهنَّ { من أموالهم } أَي : المهر والإِنفاق عليهنَّ { فالصالحات } من النِّساء اللواتي هنَّ مطيعاتٌ لأزواجهنَّ ، وهو قوله : { قانتات حافظاتٌ للغيب } يحفظن فروجهنَّ في غيبة أزواجهنَّ { بما حفظ الله } بما حفظهنَّ الله في إيجاب المهر والنَّفقة لهنَّ ، وإيصاء الزَّوج بهنَّ { واللاتي تخافون } تعلمون { نشوزهنَّ } عصيانهنَّ { فعظوهنَّ } بكتاب الله ، وذكِّروهنَّ الله وما أمرهنَّ به { واهجروهن في المضاجع } فرِّقوا بينكم وبينهم في المضاجع [ في الفرش ] { واضربوهنَّ } ضرباً غير مبرِّح شديد ، وللزَّوج أن يتلافى نسوز امرأته بما أذن الله تعالى فيه ، يعظها بلسانه ، فإنْ لم تنتهِ هجر مضجعها ، فإنْ أبت ضربها ، فإن أبت أن تتَّعظ بالضرب بُعثَ الحكمان { فإن أطعنكم } فيما يُلتمس منهنَّ { فلا تبغوا عليهنَّ سبيلاً } لا تتجنَّوا عليهنَّ من العلل . { وإنْ خفتم } [ علمتم ] { شقاق بينهما } علمتم خلافاً بين الزَّوجين { فابعثوا حكماً } أَيْ : حاكماً وهو المانع من الظُّلم من أقاربه { وحَكَماً من أهلها } حتى يجتهدا وينظرا الظَّالم منهما ، فيأمراه بالرُّجوع إلى ما أمر الله ، أو يُفرِّقا إنْ رأيا ذلك { إن يريدا } أَي : الحكمان { إصلاحاً يوفق الله بينهما } مِن الزَّوج المرأة بالصَّلاح { إنَّ الله كان عليماً خبيراً } بما في قلوب الزَّوجين والحكمين .