Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 59-64)

Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم } وهم العلماء والفقهاء . وقيل : الأمراء والسَّلاطين ، وتجب طاعتهم فيما وافق الحقَّ . { فإن تنازعتم } اختلفتم وتجادلتم وقال كلُّ فريق : القولُ قولي : فَرُدُّوا الأمر في ذلك إلى كتاب الله وسنَّة رسوله { ذٰلك خيرٌ } أََيْ : ردُّكُمُ ما اختلفتم فيه إلى الكتاب والسنة ، وردُّك التجادل { وأحسن تأويلاً } وأحمدُ عاقبةً . { ألم تر إلى الذين يزعمون … } الآية . وقع نزاعٌ بين يهوديِّ ومنافق ، فقال اليهوديُّ : بيننا أبو القاسم ، وقال المنافق : لا بل نُحكِّم بيننا كعب بن الأشرف ، فنزلت هذه الآية . وهو قوله : { يريدون أنْ يتحاكموا إلى الطاغوت } ومعناه : ذو الطُّغيان { وقد أمروا أن يكفروا به } أَيْ : أُمروا أن لا يوالوا غير أهل دينهم { ويريد الشيطان أن يضلَّهم ضلالاً بعيداً } لا يرجعون عنه إلى دين الله أبداً ، وهذا تعجيبٌ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم من جهل مَنْ يعدل عن حكم الله إلى حكم الطَّاغوت مع زعمه بأنَّه يؤمن بالله ورسوله . { وإذا قيل لهم } أَيْ : للمنافقين { تعالوا إلى ما أنزل الله } أَيْ : في القرآن من الحكم { وإلى الرسول } وإلى حكم الرَّسول { رأيت المنافقين يَصُدُّون عنك صدوداً } يُعرضون عنك إعراضاً إلى غيرك عداوةً للدِّين . { فكيف } أَيْ : فكيف يصنعون ويحتالون { إذا أصابتهم مصيبة } مجازاةً لهم على ما صنعوا ، وهو قوله : { بما قدَّمت أيديهم } وتمَّ الكلام ههنا ، ثمَّ عطف على معنى ما سبق فقال : { ثم جاؤوك يحلفون بالله } أَيْ : تحاكموا إلى الطَّاغوت ، وصدُّوا عنك ، ثمَّ جاؤوك يحلفون ، وذلك أنَّ المنافقين أتوا النبيَّ صلى الله عليه وسلم ، وحلفوا أنَّهم ما أرادوا بالعدول عنه في المحاكمة إلاَّ توفيقاً بين الخصوم ، أَيْ : جمعاً وتأليفاً ، وإحساناً بالتَّقريب في الحكم دون الحمل على مُرِّ الحقِّ ، وكلُّ ذلك كذبٌ منهم ؛ لأنَّ الله تعالى قال : { أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم } أَيْ : من الشِّرك والنِّفاق { فأعرض عنهم } أيْ : اصفح عنهم { وعظهم } بلسانك { وقل لهم في أنفسهم قولاً بليغاً } أَيْ : خوِّفهم بالله ، وازجرهم عمَّا هم عليه بأبلغ الزَّجر كيلا يستسِرُّوا الكفر . { وما أرسلنا من رسولٍ إلاَّ ليطاع } فيما يأمرُ به ويحكم ، لا ليُعصى ويُطلب الحكم من غيره ، وقوله : { بإذن الله } أَيْ : لأنَّ الله أذن في ذلك ، وأمر بطاعته { ولو أنهم } أَيْ : المنافقين { إذ ظلموا أنفسهم } بالتَّحاكم إلى الكفَّار { جاؤوك فاستغفروا الله } فزعوا وتابوا إلى الله .