Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 70-76)
Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ذلك } أَيْ : ذلك الثَّواب ، وهو الكون مع النَّبييِّن { الفضل من الله } تفضَّل به على مَنْ أطاعه { وكفى بالله عليماً } بخلقه ، أَيْ : إنَّه علامٌ لا يخفى عليه شيء ، ولا يضيع عنده عمل ، ثمَّ حثَّ عباده المؤمنين على الجهاد ، فقال : { يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم } سلاحكم عند لقاء العدوِّ { فانفروا } أَيْ : فانهضوا إلى لقاء العدوِّ { ثباتٍ } جماعاتٍ مُتفرِّقين إذا لم يكن معكم الرَّسول { أو انفروا جميعاً } إذا خرج الرَّسول إلى الجهاد . { وإنَّ منكم لَمَنْ ليُبطئنَّ } أَيْ : ليتخلفنَّ ويتثاقلنَّ عن الجهاد ، وهم المنافقون ، وجعلهم من المؤمنين من حيث إنَّهم أظهروا كلمة الإِسلام ، فدخلوا تحت حكمهم في الظَّاهر { فإن أصابتكم مصيبةٌ } من العدوِّ ، وجهدٌ من العيش { قال قد أنعم الله عليَّ } بالقعود حيث لم أحضر فيصيبني ما أصابكم . { ولئن أصابكم فضلٌ من الله } فتحٌ وغنيمة { ليقولنَّ } هذا المنافق قولَ نادمٍ حاسدٍ : { يا ليتني كنتُ معهم فأفوز فوزاً عظيماً } أَيْ : لأسعدَ مثل ما سعدوا به من الغنيمة ، وقوله : { كأن لم تكن بينكم وبينه مودَّة } متصلٌ في المعنى بقوله : { قد أنعم الله عليَّ إذا لم أكن معهم } ، { كأن لم تكن بينكم وبينه مودَّة } . أَيْ : كأنْ لم يعاقدكم على الإِسلام ويعاضدكم على قتال عدوٍّكم ، ولم يكن بينكم وبينه مودة في الظَّاهر ، ثمَّ أمر المؤمنين بالقتال فقال : { فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون } أَيْ : يبيعون { الحياة الدُّنيا بالآخرة } أَيْ : بالجنَّة ، أَيْ : يختارون الجنَّة على البقاء في الدُّنيا { ومَنْ يُقاتل في سبيل الله فيقتل } فيستشهد { أو يغلب } فيظفر ، فكلاهما سواءٌ ، وهو معنى قوله : { فسوف نؤتيه أجراً عظيماً } ثواباً لا صفة له ، ثمَّ حضَّ المؤمنين على الجهاد في سبيله لاستنقاذ ضعفة المؤمنين من أيدي المشركين ، فقال : { وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والوِلدان } وهم قومٌ بمكَّة استُضعفوا فَحُبسوا وعُذِّبوا { الذين يقولون ربنا أخرجنا } إلى دار الهجرة { من هذه القرية } مكَّة { الظالم أهلها } أَيْ : جعلوا لله شركاء { واجعل لنا من لَدُنْكَ ولياً } أَيْ : ولِّ علينا رجلاً من المؤمنين يوالينا { واجعل لنا من لدنك نصيراً } ينصرنا على عدوِّك ، فاستجاب الله دعاءَهم ، وولَّى عليهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عتَّابَ بن أسيد ، وأعانهم [ الله ] به ، فكانوا أعزَّ بها من الظَّلمة قبل ذلك . { الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله } في طاعة الله { والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت } أَيْ : في طاعة الشَّيطان { فقاتلوا أولياء الشيطان } عبدة الأصنام { إنَّ كيد الشيطان كان ضعيفاً } يعني : خذلانه إيَّاهم يوم قُتلوا ببدرٍ .