Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 44-46)
Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إنا أنزلنا التوراة فيها هدىً } بيان الحكم الذي جاؤوك يستفتونك فيه { ونور } بيانٌ إنَّ أمرك حَقٌّ { يحكم بها النبيون } من لدن موسى إلى عيسى ، وهم { الذين أسلموا } أَي : انقادوا لحكم التَّوراة { للذين هادوا } تابوا من الكفر ، وهم بنو إسرائيل إلى زمن عيسى { والربانيون } العلماء { والأحبار } الفقهاء { بما استحفظوا } استرعوا [ أَيْ : بما كُلِّفُوا حفظه من كتاب الله . وقيل : العمل بما فيه ، وذلك حفظه ] { من كتاب الله وكانوا عليه شهداء } أنَّه من عند الله ، ثمَّ خاطب اليهود فقال : { فلا تخشوا الناس } في إظهار صفة محمَّد صلى الله عليه وسلم والرَّجم { واخشون } في كتمان ذلك { ولا تشتروا بآياتي } بأحكامي وفرائضي { ثمناً قليلاً } يريد : متاع الدُّنيا { ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون } نزلت في مَنْ غيرَّ حكم الله من اليهود ، وليس في أهل الإسلام منها ومن اللتين بعدها شيءٌ . { وكتبنا عليهم فيها } وفرضنا عليهم في التَّوراة { أنَّ النفس } تُقتل { بالنفس ، والعين بالعين … } الآية . كلُّ شخصين جرى القصاص بينهما في النَّفس جرى القصاص بينهما في جميع الأعضاء والأطراف إذا تماثلا في السَّلامة ، وقوله : { والجروح قصاص } في كلِّ ما يمكن أن يُقتصَّ فيه ، مثل الشَّفتين ، والذَّكَر ، والأُنثيين ، والأليتين ، والقدمين ، واليدين ، وهذا تعميمٌ بعد التَّفصيل بقوله : { العين بالعين والأنف بالأنف } . { فمن تصدَّق به فهو كفارة له } مَنْ عفا وترك القصاص فهو مغفرةٌ له عند الله ، وثواب عظيم . { وقفينا على آثارهم بعيسى } أَيْ : جعلناه يقفو آثار النَّبيِّين . يعني : بعثناه بعدهم على آثارهم { مصدقاً لما بين يديه من التوراة } يُصدِّق أحكامها ويدعو إليها { وآتيناه الإِنجيل فيه هدى ونور ومصدقاً لما بين يديه من التوراة وهدىً وموعظة } معناه : وهادياً وواعظاً .