Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 47-51)

Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وليحكم أهل الإِنجيل } أَيْ : وقلنا لهم : ليحكموا بهذا الكتاب في ذلك الوقت . { وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه } أَيْ : شاهداً وأميناً ، [ وحفيظاً ورقيباً ] على الكتب التي قبله ، فما أخبر أهل الكتاب بأمرٍ ؛ فإنْ كان في القرآن فصدِّقوا ، وإلأَّ فكذِّبوا { فاحكم بينهم } بين اليهود { بما أنزل الله } بالقرآن والرَّجم { ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق } يقول : لا تتَّبعهم عمَّا عندك من الحقِّ ، فتتركه وتتَّبعهم { لكلٍّ جعلنا منكم } من أُمَّة موسى وعيسى ومحمَّد صلَّى الله عليهم أجمعين { شرعة ومنهاجاً } سبيلاً وسنَّة ، فللتَّوراة شريعة ، وللإِنجيل شريعة ، وللقرآن شريعة { ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة } على أمرٍ واحدٍ ملَّة الإِسلام { ولكن ليبلوكم } ليختبركم { فيما آتاكم } أعطاكم من الكتاب والسُّنن { فاستبقوا الخيرات } سارعوا إلى الأعمال الصَّالحة [ الزَّاكية ] { إلى الله مرجعكم جميعاً } أنتم وأهل الكتاب { فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون } من الدِّين والفرائض والسُّنن . يعني : إنَّ الأمر سيؤول إلى ما يزول معه الشُّكوك بما يحصل من اليقين . { واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك } أَيْ : يَسْتَزِلُّوكَ عن الحقِّ إلى أهوائهم . نزلت حين قال رؤساء اليهود بعضهم لبعض : انطلقوا بنا إلى محمد لعلَّنا نفتنه ، فنزدَّه عمَّا هو عليه ، فأتوه وقالوا له : قد علمت أنَّا إن اتَّبعناك اتَّبعك النَّاس ، ولنا خصومةٌ فاقض لنا على خصومنا إذا تحاكمنا إليك ، ونحن نؤمن بك ، فأبى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنزل الله هذه الآية : { فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم } [ أي : فإن أعرضوا عن الإِيمان ، والحكم بالقرآن فاعلم أنَّ ذلك من أجل أنَّ الله يريد أن يعجِّل لهم العقوبة في الدنيا ببعض ذنوبهم ] ويجازيهم في الآخرة بجميعها ، ثمَّ كان تعذيبهم في الدُّنيا الجلاء والنَّفي { وإنَّ كثيراً من الناس لفاسقون } يعني : اليهود . { أفحكم الجاهلية يبغون } أَيْ : أيطلب اليهود في الزَّانيين حكماً لم يأمر الله به ، وهم أهل كتاب ، كما فعل أهل الجاهليَّة ؟ ! { ومَنْ أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون } أَي : مَنْ أيقن تبيَّن عدل الله في حكمه ، ثمَّ نهى المؤمنين عن موالاة اليهود ، وأوعد عليها بقوله : { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء … } الآية .