Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 55-61)

Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إنما وليكم الله ورسوله } نزلت لمَّا هجر اليهود مَنْ أسلم منهم ، فقال عبد الله بن سلام : يا رسول الله ، إنَّ قومنا قد هجرونا ، وأقسموا ألا يجالسونا ، فنزلت هذه الآية ، فقال : رضينا بالله وبرسوله وبالمؤمنين أولياء ، وقوله : { وهم راكعون } يعني : صلاة التَّطوع . { ومن يَتَوَلَّ الله ورسوله } يتولَّى القيام بطاعته ونصرة رسوله والمؤمنين { فإنَّ حزب الله } جند الله وأنصار دينه { هم الغالبون } غلبوا اليهود فأجلوهم من ديارهم ، وبقي عبد الله بن سلام وأصحابه الذين تولَّوا اللَّهَ ورسوله . { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا … } الآية . نزلت في رجالٍ كانوا يوادُّون منافقي اليهود ، ومعنى قوله : { اتَّخذوا دينكم هزواً ولعباً } إظهارهم ذلك باللِّسان ، واستبطانهم الكفر تلاعباً واستهزاءً { والكفار } يعني : مشركي العرب وكفَّار مكَّة { واتقوا الله } فلا تتَّخذوا منهم أولياء { إن كنتم مؤمنين } بوعده ووعيده . { وإذا ناديتم إلى الصلاة } دعوتم النَّاس إليها بالأذان { اتخذوها هزواً ولعباً } تضاحكوا فيما بينهم وتغامزوا على طريق السُّخف والمجون تجهيلاً لأهلها { ذلك بأنهم قوم لا يعقلون } ما لهم في إجابتها لو أجابوا إليها ، وما عليهم في استهزائهم بها . { قل يا أهل الكتاب هل تنقمون منا … } الآية . [ أي : هل تنكرون وتكرهون ] . " أتي نفرٌ من اليهود رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألوه عمَّن يُؤمن به من الرُّسل ؟ فقال : " أؤمنُ بالله وما أنزل علينا وما أنزل على إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى والنبيون من ربهم لا نفرِّق بين أحدٍ منهم ونحن له مسلمون " " ، فلمَّا ذكر عيسى جحدوا نبوَّته ، وقالوا : ما نعلم ديناً شرَّاً من دينكم ، فأنزل الله تعالى : { هل تنقمون } أَي : هل تكرهون وتنكرون منا إلاَّ إيماننا وفسقكم ، أَيْ : إنَّما كرهتم إيماننا وأنتم تعلمون أننا على حقٍّ ، لأنَّكم قد فسقتم ، بأن أقمتم على دينكم لمحبَّتكم الرِّئاسة ، وكسبكم بها الأموال ، وتقدير قوله : { وأنًّ أكثركم فاسقون } ولأنَّ أكثركم ، والواو زائدةٌ ، والمعنى : لفسقكم نقمتم علينا الإِيمان ، قوله : { قل هل أنبئكم } أخبركم ، جوابٌ لقول اليهود : ما نعرف أهل دين شراً منكم ، فقال الله : { هل أنبئكم } أخبركم { بشرٍّ من } ذلكم المسلمين الذين طعنتم عليهم { مثوبة } جزاءً وثواباً { عند الله ؟ مَنْ لعنه الله } أَيْ : هو مَنْ لعنه الله : أبعده عن رحمته { وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير } يعني : أصحاب السَّبت { وعبد الطاغوت } [ نسقٌ على { لعنه الله } وعبد الطاغوت : ] أطاع الشَّيطان فيما سوَّله له . { أولئك شر مكاناً } لأنَّ مكانهم سَقَر { وأضل عن سواء السبيل } قصد الطَّريق ، وهو دين الحنيفيَّة ، فلمَّا نزلت هذه الآية عيَّر المسلمون اليهود ، وقالوا : يا إخوان القردة والخنازير ، فسكتوا وافتضحوا . { وإذا جاؤوكم قالوا آمنا } يعني : منافقي اليهود { وقد دخلوا بالكفر وهم قد خرجوا به } أَيْ : دخلوا وخرجوا كافرين ، والكفر معهم في كِلْتي حالهم .