Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 115-119)

Tafsir: al-Muntaḫab fī tafsīr al-Qurʾān al-Karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

115 - وإذا كان المشركون قد منعوا المسلمين من الصلاة فى المسجد الحرام ، فلن يمنعهم هذا من الصلاة وعبادة الله ، فجميع الجهات وجميع البقاع فى الأرض لله ، وإن الله ليتقبل من المسلم صلاته ويقبل عليه برضاه أياً كانت البقعة التى يؤدى فيها عبادته ، فالله واسع لا يضيِّق على عباده ، وهو عليم بنية من يتجه إليه . 116 - ومن كان هذا شأنه ، وكان جميع ما فى الكون مسخراً لأمره ، خاضعاً لمشيئته ، فهو أرفع وأجل من أن يحتاج لنسل أو يتخذ ولداً كما يقول هؤلاء اليهود والنصارى والمشركون . 117 - وكيف يحتاج لنسل أو يتخذ ولداً من أبدع السموات والأرض وأذعن كل ما فيها لإرادته فلا يستعصى شئ عليه ، وإذا أراد أمراً فإنما يقول له : كن ، فيكون ؟ . 118 - هذا ويمعن المشركون من العرب فى عنادهم لمحمد ، فيطلبون إليه مثل ما طلبته الأمم السابقة من أنبيائهم ، فقد قالوا : إنهم لم يؤمنوا به إلا إذا كلمهم الله وجاءتهم آية حسية تدل على صدقه ، كما قال بنو إسرائيل لموسى : لن نؤمن لك حتى نرى الله ويكلمنا ، وكما طلب أصحاب عيسى منه أن ينزل عليهم مائدة من السماء ، وما ذلك إلا لأن قلوب الكفار والمعاندين فى كل أمة متشابهة ، وأنه لا يستبين الحقَّ إلا من صفت بصائرهم وأذعنت عقولهم لليقين ، وطلبت الحق . 119 - وقد أرسلناك بحقائق يقينية بشيراً للمؤمنين ونذيراً للكافرين ، وليس عليك إلا تبليغ رسالتنا ، ولن تُسأل عن عدم إيمان من لم يؤمن بك من أصحاب الجحيم .