Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 11-14)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَلَوْ يُعَجِّلُ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ ٱلشَّرَّ ٱسْتِعْجَالَهُمْ بِٱلْخَيْرِ } ، وذلك حين قال النضر بن الحارث : { فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ أَوِ ٱئْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } [ الأنفال : 32 ] فيصيبنا ، فأنزل الله عز وجل : { وَلَوْ يُعَجِّلُ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ ٱلشَّرَّ ٱسْتِعْجَالَهُمْ بِٱلْخَيْرِ } ، إذا أرادوه فأصابوه ، يقول الله : ولو استجيب لهم في الشر ، كما يحبون أن يستجاب لهم في الخير ، { لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ } في الدنيا بالهلاك إذاً ، { فَنَذَرُ ٱلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا } ، فنذرهم لا يخرجون أبداً ، فذلك قوله : { فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ } [ آية : 11 ] ، يعني في ضلالتهم يترددون لا يخرجون منها إلا أن يخرجهم الله عز وجل . وأيضاً ولو يعجل الله للناس ، يقول : ابن آدم يدعو لنفسه بالخير ، ويحب أن يعجل الله ذلك ، ويدعو على نفسه بالشر ، يقول : اللهم إن كنت صادقاً فافعل كذا وكذا ، فلو يجعل الله ذلك لقضى إليهم أجلهم ، يعني العذاب { فَنَذَرُ } ، يعني فنترك ، { ٱلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا } ، يعني لا يخشون لقاءنا ، { فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ } ، يعني في ضلالتهم يترددون لا يخرجون منها . { وَإِذَا مَسَّ ٱلإِنسَانَ ٱلضُّرُّ } ، يعني المرض بلاء أو شدة ، نزلت في أبي حذيفة ، اسمه هاشم بن المغيرة بن عبد الله المخزومي ، { دَعَانَا لِجَنبِهِ } ، يعني لمضجعه في مرضه ، { أَوْ } دعانا { قَاعِداً أَوْ قَآئِماً } ، كل ذلك لما كان ، { فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ } ، وعوفي من مرضه ، { مَرّ } ، يعني استمر ، أي أعرض عن الدعاء ، { كَأَن لَّمْ يَدْعُنَآ إِلَىٰ ضُرٍّ مَّسَّهُ } ، ولا يزال يدعونا ما احتاج إلى ربه ، فإذا أعطى حاجته أمسك عن الدعاء ، قال الله تعالى عند ذلك : استغنى عبدى ، { كَذٰلِكَ } ، يعني هكذا { زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ } ، يعني المشركين ، { مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } [ آية : 12 ] من أعمالهم السيئة ، يعني الدعاء في الشدة . { وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا ٱلْقُرُونَ } بالعذاب في الدنيا ، { مِن قَبْلِكُمْ } يا أهل مكة ، { لَمَّا ظَلَمُواْ } ، يعني حين أشركوا ، يخوف كفار مكة بمثل عذاب الأمم الخالية لكي لا يكذبوا محمداً صلى الله عليه وسلم : { وَجَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ } ، يقول : أخبرتهم رسلهم بالعذاب أنه نازل بهم في الدنيا ، ثم قال : { وَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ } ، يقول : ما كان كفار مكة ليصدقوا بنزول العذاب بهم في الدنيا ، { كَذٰلِكَ } ، يعني هكذا { نَجْزِي } بالعذاب { ٱلْقَوْمَ ٱلْمُجْرِمِينَ } [ آية : 13 ] ، يعني مشركي الأمم الخالية . ثم قال لهذه الأمة : { ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ } يا أمة محمد ، { خَلاَئِفَ فِي ٱلأَرْضِ مِن بَعْدِهِم لِنَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ } [ آية : 14 ] .